هل الكلوروكين هو ما ينتظره العالم لمعالجة كورونا؟

25 مارس 2020
البروفيسور ديدييه راوولت (جيرار جوليان/ فرانس برس)
+ الخط -
وفق تقرير "ثمانية أسئلة عن هيدروكسي كلوروكوين، العلاج المحتمل لفيروس كورونا"، الذي نشر في صحيفة "لوموند" الفرنسية، فإن الكلوروكين يعدّ علاجاً مصمماً ضدّ الملاريا. بدأ استخدامه قبل سبعين عاماً، ولم يعد يُوصَف بنحو منهجيّ بمفرده، لكونه يعتبر غير فعّال في مناطق معيّنة من العالم. ففي دولة غويانا الواقعة في أميركا الجنوبية، مثلاً، لم يعد يستخدم منذ عام 1995 بسبب مقاومة الطفيليات للكلوروكين. كذلك يُستخدم أحد مشتقاته، هيدروكسي كلوروكين، ضد بعض أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل.

لذا، هناك اختلاف بين الكلوروكين أو هيدروكسي كلوروكوين، إلّا أنهما متشابهان في قدرتهما على علاج الفيروس التاجيّ.

هل يمكن الكلوروكين أن يعالج المرضى؟

وفق تجارب اختصاصي الأمراض المعدية ومدير المركز الاستشفائي - الجامعي "Méditerranée Infection"، في مدينة مرسيليا الفرنسية، ديدييه راوولت، فإنّ العقارين قادران على الشفاء من فيروس كورونا، لكونهما أثبتا فاعليتهما في معالجة الفيروس  بعد وصفهما لعديد من المرضى. وأضاف راوولت أنّه استخدمه كمضاد للفيروسات لمدة 13 عاماً.

واستند راوولت إلى نتائج التحليل الصيني، الذي نشر في 19 فبراير/ شباط الماضي، بشأن آثار الكلوروكين على الفيروس التاجيّ، والذي حصل على نتائج إيجابية في المختبر، معلناً قدرته على شفاء المرضى. وأشار إلى أنّ من الصعب العثور على منتج آني، مثل الكلوروكين، قادر على علاج الأمراض المعدية في الجهاز التنفسي.

هل سيُختبَر هيدروكسي كلوروكين في فرنسا؟

على الرغم من تحفّظات جزء من المجتمع العلمي الفرنسي على اعتماد الكلوروكين كمسار رئيسي ضد الوباء، فإنّ العديد من الشخصيات الفرنسية أشادت بهذا العلاج. من أبرز هذه الشخصيات: عمدة مدينة "نيس" كريستيان استروسي. وفي 17 مارس/ آذار أعلنت الحكومة الفرنسية أنّها ترغب في تمديد التجارب لمعرفة آثار هذه العقاقير.

هل هناك أي دراسات أخرى حول فعالية هيدروكسي كلوروكين؟

اهتمّ كثير من المختبرات والمعاهد العلمية بإجراء الأبحاث حول هيدروكسي كلوروكين. وقد بدأت التجارب السريرية في كوريا الجنوبية وتايلاند والمملكة المتحدة. وفي فرنسا، بعد النتائج التي نشرها البروفيسور راوولت، استُخدم هيدروكسي كلوروكين على نحو خمسين مريضاً.

وأعلنت مؤسسة الأبحاث الفرنسية يوم الأحد، في 22 مارس/ آذار، أن هيدروكسي كلوروكين يعدّ واحداً من أربعة علاجات تجريبيّة ستُقيَّم في تجارب سريريّة أوروبية، وستشمل هذه التجربة ما لا يقل عن 800 مريض فرنسي يعانون من أعراض الفيروس الشديدة. كذلك وجدت دراستان صينيّتان نُشرتا في 9 و18 مارس/ آذار، فعاليّة هيدروكسي كلوروكين لمعالجة الفيروس التاجيّ الجديد.

ما الآثار الجانبية لتناول الكلوروكين أو هيدروكسي كلوروكين؟

يعتبر الكلوروكين مادة جيدة لمكافحة الملاريا، إلّا أنّه، كأيّ علاج آخر، له آثار جانبية مختلفة، منها الغثيان أو الحكّة أو القيء أو ألم المعدة. كذلك، لا يمكن تناوله، في حالات طبيّة معيّنة، خاصة بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من الصدفيّة مثلاً، أو عند تناول علاجات طبية أخرى بالتوازي، بالإضافة إلى مخاطر التسمّم في حالة الجرعة الزائدة.
أما بالنسبة إلى مادة هيدروكسي كلوروكين، فلها أيضاً مخاطر متعدّدة، منها الفقدان الجزئي للبصر، والصداع واضطراب الجهاز الهضمي، وفقاً لقاعدة بيانات الأدوية الحكوميّة. وفي حالات نادرة، يمكن أن يسبّب التهاب الكبد أو قصوراً في القلب.

هل سيُستخدَم العلاج في الولايات المتحدة؟

بدا الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في مؤتمر صحافي عقده في 19 مارس/ آذار الحالي، متحمساً لاحتمال العلاج بهيدروكسي كلوروكين، وقال: "أعتقد أنه يمكن أن يغيّر قواعد اللّعبة. سنكون قادرين على إتاحة هذا الدواء بصورة فوريّة تقريباً".

المساهمون