هذيان هذا العبور

هذيان هذا العبور

20 أكتوبر 2016
أرمين فاهرَميان/ أرمينيا
+ الخط -
هل تراني أيها الموت؟

إني أحدّق فيك
أحاكي هذا الصمت
وأنت تلوي عنق لغتي
لأدور حولي
وأنكشف لي

كم تعشق نهاراتي
تهيم بلون جنون
يولد في أرض تخاف من البياض
وترتعد من اسم يضيء في العدم

امنحني قبراً داخلك
وتشتَّت في عينَي
بلا مفاتيح فكّك رموز دمي
أعرني يدك قليلاً
كيما أخرج مني
لا تأبه لأنفاسي التي تدرّبت
على هذه اللعبة
فقط افتح للفجر فمه
عساه يصارح الحضور
بإشاراته المبهمة

سيبدأ غياب جليل
يسدله العشاق
في آخر ضحكة تقاوم الانتظار

دعني هنا لحظات
أغرف من رائحة الحب
أمسك بتأوه جسد
ينتفض متلألئاً في حضن البعيد
ثم ينسكب مع خيوط عطر سخي

تقربني الأعالي من طفولة
تتهجّى سلالة قصية
لا شيء سأنهيه معها
وهي تنبعث من بكاء رجال
ضلّوا طريقهم إلى روحي
وتاهوا في خرافات الحبر

"أجمل القبل تلك التي نتركها على كتف الحب"
قال قلب لجمرة التيه
حين تنهي عشّاقها بالبتر دائماً
كما لو أن الترك هبتها الأخيرة
كما لو أن الندوب كيمياء المجهول

امسك بالشمس واتبع قلبك أيها الموت
أنا امرأة منحوتة في رمل الأبدية
أكسر أصابعي حين تتعرّى من لغة الغريب
هراء هذا المسير
هذيان هذا العبور
النشيد عزلة
والقدم رحيل
من يعشق نبوّة المرارة
ويتجلّى في دامس الروح
من يعتلي حيرة النص
ويرث إغواء الدروب
الدوار وحده دليل
والمسالك رعب القادمين

"أخيل" المتروك لم يعد
أخيل فلتة النجوم
نقصان الأبدية وبهتان الطريق
تكثَّف في استعارات يدي
وتدفَّق في تشكيل المدى
ثمّة جسده يستصرخ الزوايا والهوامش
مثل جملة هاربة من أقواس المجانين
و"أخيل" حكيم ينزف خفية
بشبهة حقيقة تتعرّى من أدرانها
"أخيل" بلون الغرق
بمذاق امرأة لا تفلح في الولادات
يتعطّر في وسن العيون
كآلهة تسرق عشبة البعث
وتختفي
و"أخيل" مداد جرح مجنون
لا يكترث لإغراء النهايات
و"أخيل" موت قبل الموت


* شاعرة جزائرية


المساهمون