ورجّحت مصادر إسرائيلية مختلفة، سياسية وإعلامية أن يتمكّن نتنياهو، اليوم، من كسر الخلاف بينه وزعيم حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينيت، بعدما زاد الأخير من شروطه للدخول في الائتلاف الحكومي، مهدداً بالبقاء خارجاً، ممّا يمنع تشكيل حكومة جديدة بقيادة نتنياهو، ونقل مهمة التكليف لرئيس حزب آخر.
وجاءت هذه التطورات نتيجة إعلان وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، أمس الأول، استقالته من منصبه وعدم مشاركته في الحكومة المقبلة، مما قلص عدد أعضاء الكنيست المؤيدين لها من 67 عضواً إلى 61، وجعل نتنياهو عرضة لابتزاز من أحزاب "الحريديم" و"البيت اليهودي".
وأعلن "البيت اليهودي"، أمس، تخويل نفتالي بينيت إدارة المفاوضات مع نتنياهو وحسم أمرها، مع المطالبة بزيادة عدد الحقائب الوزارية للحزب في الحكومة المقبلة، وعلى رأسها حقيبة الخارجية لبينت، وحقيبة القضاء لأيليت شاكيد.
وعلى الرغم من القطيعة السائدة، حالياً، بين نفتالي بينت ونتنياهو، ورفض الأول عقد لقاء مع الأخير، أمس، إلا أنه من المرجح أن يتمكن الاثنان، اليوم، من التوصل إلى تسوية تتيح لنتنياهو إبلاغ الرئيس الإسرائيلي، رؤبين ريفلين، بأنه تمكن من تشكيل الحكومة، وأن يعرضها على الكنيست لنيل ثقتها الأسبوع المقبل.
وشهدت الأيام الأخيرة، تراشق اتهامات بين حزب "الليكود" و"البيت اليهودي" على إثر اتهام الأخير لـ"اليكود" بأنه خضع لابتزاز أحزاب "الحريديم"، من جهة، وتعامل باستهزاء مع زعيم "البيت اليهودي".
في المقابل، نشر "الليكود"، أمس، بياناً أوضح فيه أنه عرض على حزب نفتالي بينت عرضاً مغرياً، يتضمن إلى جانب وزارتي التربية والتعليم، والثقافة، لكل من بينت وشاكيد، ووزارة الزراعة، منصب نائب وزير الأمن، المسؤول عن قسم الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، الذي يمكنه عملياً تحديد وتيرة البناء الاستيطاني وإعطاء شرعية وتراخيص للبؤر الاستيطانية، ناهيك عن تخصيص الأراضي للبناء الاستيطاني.
غير أن "الليكود" عاد واتهم حزب نفتالي بينت بأن من شأنه أن يقود إلى فشل تشكيل حكومة المعسكر القومي بقيادة نتنياهو لتحل مكانها حكومة بقيادة اليسار.
ويرى مراقبون أن من شأن نتنياهو، أن يسعى في مرحلة لاحقة، بعد تشكيل الحكومة، إلى ضم حزب "المعسكر الصهيوني" بقيادة يتسحاق هرتسوغ، وذلك لضمان حكومة مستقرة وتفادي الوقوع تحت طائلة الابتزاز السياسي من أحزاب "الحريديم" أو "البيت اليهودي".
وكان ليبرمان، أول من ادعى في مؤتمر صحافي قبل يومين، أن هذه هي وجهة نتنياهو الحقيقية، وأنه يعتزم بعد التخلص من حزب ليبرمان، وضم حزب "المعسكر الصهيوني"، التخلص من حزب "البيت اليهودي" بقيادة بينيت.
اقرأ أيضاً: اليمين الإسرائيلي ممتعض من إعلامه وقضائه