إقبال شباب العراق على المنشطات لإبراز العضلات يقتلهم

29 اغسطس 2018
تشهد صالات بناء الأجسام إقبالا بالعراق (علي أركادي/Getty)
+ الخط -
تحولت رياضة كمال الأجسام إلى نوع جديد من الهوس لدى شباب العراق، بحثا عن أجسام قوية وعضلات بارزة خلال فترات قصيرة، في ظل انتشار أنواع عدة من المنشطات  التي تسبب بعضها بخمس حالات وفيات خلال العام الحالي.

ويجمع أطباء ومختصون بالتغذية على أنّ غياب الوعي الصحي، وعدم قيام المؤسسات الرقابية بدورها في متابعة قاعات ممارسة الرياضة، أصبح يهدد حياة كثير من الشباب المستمرين بتعاطي هذه الأنواع التي تسببت بوفاة بعضهم، مطالبين بإجراءات رادعة لتحجيم الظاهرة.

ويقول أحمد العزاوي، لـ"العربي الجديد"، إنّه يمارس رياضة كمال الأجسام في قاعة رياضية، وإنه يطمح أن يتمكن مستقبلا من المشاركة في بطولات رياضية محلية، مبينا أن "غالبية الشباب الذين يمارسون هذه الرياضة، يتعجلون بناء جسم مفتول العضلات للتباهي، فيلجؤون إلى المنشطات".

وأكد أنّ "بناء العضلات من خلال المنشطات أصبح حالة مغرية للكثيرين، خصوصا عندما يجد الرياضي الذي يتدرب لعدة سنوات جسمه هزيلا أمام رياضي مستجد يعتمد على المنشطات، فالمنشط خلال ستة أشهر يبني جسما مميزا. كنت أستخدم منشطا ساعدني على ظهور العضلات رغم علمي بمخاطره، ولم أكن أستخدمه بشكل مستمر، ثم توقفت عنه بعد أن علمت أن خطره يصل إلى حد الموت".

وتسببت المنشطات بوفاة عدد من الرياضيين الشباب، بينما لم تتخذ أي إجراءات حكومية للحد من انتشارها. وقال عضو الاتحاد العراقي لبناء الأجسام، عماد محمد شريف، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تعاطي المنشطات من قبل الرياضيين سببه غياب الرقابة عن القاعات الرياضية التابعة"، مبينا أنّ "أنواعا كثيرة من تلك المنشطات دخلت العراق بعد عام 2003، وبات الرياضيون يستخدمونها".

وأشار إلى "وفاة خمسة شبان خلال العام الحالي بسبب استخدام هذه المنشطات في بغداد والبصرة وكركوك"، مشدّدا على "أهمية أن تقوم الجهات الحكومية الرقابية بدورها بتطبيق عقوبات رادعة على مروجي هذه المنشطات".

وقال عضو نقابة الأطباء العراقيين، سعدون العبيدي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "منشط (أي دي ثري) الذي يستخدم بكثرة من قبل الشباب لتحفيز العضلات، هو أخطر أنواع المنشطات، وقد يسبب الوفاة، لأنه في الأصل خاص بالخيول والحيوانات، وتسميته الشائعة هي المنشط الحيواني، ويستخدمه الأطباء البيطريون في زيادة فعالية الحيوانات ومضاعفة عمل الهرمونات في جسمها".

وأشار إلى أنّ "تعاطي أي دواء من دون استشارة طبية يكون له مضاعفات جانبية، حتى وإن كان الدواء بسيطا، فكيف إذا كان منشطا أو محفزا خطيرا".

وقال الضابط بمكتب مكافحة الممنوعات، قاسم عبد الحميد، لـ"العربي الجديد"، إن "كثيرا من القاعات الرياضية تحولت إلى مقار لترويج المخدرات والأدوية الممنوعة وبعضها تستخدم لتنشيط العضلات، وهي مخالفة للضوابط المفروضة من قبل جهات مراقبة هذه القاعات. مكتب المكافحة في بغداد، نجح منذ بداية العام الحالي في تفكيك أكثر من 25 عصابة مختصة بالمتاجرة في المخدرات والأدوية الممنوعة".

وتنتشر المئات من القاعات الرياضية في العاصمة بغداد ومحافظات عراقية أخرى، غير أنّ نسبا قليلة منها تعمل بإجازة رسمية لممارسة المهنة، بينما تغيب الرقابة عن القاعات غير المرخصة التي تروج لاستخدام المنشطات والأدوية الممنوعة.

المساهمون