مقاوم داخل سجون إسرائيل وخارجها

18 سبتمبر 2014
بقي في الأسر داخل عتليت عاماً ونصف (انتصار الدنان)
+ الخط -
يجلس المقاوم الخمسيني على كنبة بسيطة، في منزله في مخيم عين الحلوة، بينما ينتصب خلفه مشهد قبة الصخرة، في لقطة تحمل الكثير من الخضرة والضوء.. والأمل. من المخيم يروي إبراهيم خضر قصة مقاومته إسرائيل واعتقاله. هو لم يقاومها فقط دفاعاً عن مخيم عين الحلوة، بل بعد اعتقاله أيضاً، وسجنه في معتقلات العدو في لبنان وفلسطين المحتلة، حتى خروجه في صفقة تبادل. عام 1982 كان الفتى ذو الـ 18 عاماً، خلف رشاشه الثقيل "14 ونصف"، يقاتل في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في شوارع صيدا.
وطوال ثلاثة أيام أطلق نيرانه باتجاه الطائرات، وهي تقصف المخيم. ليدخل بعدها إليه، وتبدأ المقاومة من الداخل، مع بدء الهجوم البري الإسرائيلي. تمركز، مع رفاقه، في جامع الصفصاف، واستمرت المقاومة طوال 10 أيام، حتى أدركوا أنّ المخيم لن يتمكن من الصمود أكثر.
عن تلك المواجهات يقول: "كنا 28 مقاتلاً، في الشارع الفوقاني للمخيم، وظللنا على هذه الحال، إلى أن نفدت منا الذخائر والطعام". أمام ذلك الموقف، قررت المجموعة الخروج من المخيم، بالملابس المدنية، باتجاه منطقة عبرا، شرق صيدا. بات إبراهيم أياماً في الشوارع، دون أن يعرف عن أهله خبراً. وبعد علمه بوجودهم في منطقة مجدليون، ذهب إليهم، وخرجوا جميعاً باتجاه مخيم الميّة وميّة. هناك مكثوا يومين، لكنّ الإسرائيليين دخلوا، وجمعوا سكان المخيم في ساحته، وأخذوا كثيراً من شبابه أسرى. من هؤلاء كان إبراهيم.
رحّل إبراهيم إلى سجن عتليت في الأراضي المحتلة. لينقل بعدها إلى معتقل أنصار في جنوب لبنان. وهناك شارك، مع أخوته وأعمامه وأبنائهم، في انتفاضة إحراق الخيام، التي أجبرت الإسرائيليين على التعامل بقسوة أقل مع المعتقلين. وفي أنصار أيضاً، شارك إبراهيم في عملية حفر الخنادق، التي تمكن 80 معتقلاً من الهروب عبرها، قبل أن يكتشفها الإسرائيليون. ومن أنصار نقل مجدداً إلى سجن عتليت في فلسطين المحتلة. وسمح الإسرائيليون للأسرى خلال نقلهم بمشاهدة فلسطين، فرأى إبراهيم حيفا ويافا للمرة الأولى، في حياته، والأخيرة.
بقي في الأسر داخل عتليت عاماً ونصف عام، انتهت بعملية تبادل للأسرى، مع ثلاثة جنود إسرائيليين، كانت الجبهة قد أسرتهم خلال الاجتياح. ومن عتليت إلى سجن مطار اللد، ومن بعدها إلى سويسرا، فليبيا، التي بقي فيها شهراً، تأمنت عودة إبراهيم إلى لبنان عام 1985... عودة مقاوم منتصر بقتاله وإرادته.
المساهمون