فنزويليات يبعن شعرهن في كولومبيا لشراء غذاء وأدوية

06 ديسمبر 2016
الفقر يدفع نساء في فنزويلا لبيع شعورهن (فرانس برس)
+ الخط -

اضطرت نساء من فنزويلا التي تعيش أزمة اقتصادية حادة إلى العبور بشكل جماعي للحدود وبيع شعرهن في بلدة حدودية كولومبية في مسعى منهن لسد حاجاتهن من الضروريات الأساسية الشحيحة في بلادهن مثل الطعام والأدوية وحفاضات الأطفال.

ويعد هذا التوجه الذي بدأ انتشاره في الأسابيع الأخيرة، علامة جديدة على تفاقم أزمة البلد الغني بالنفط في ظل عجز وتزايد في معدلات التضخم مما يدفع الملايين إلى إلغاء وجبات والتخلي عن العلاج مرتفع التكلفة.

وتعاني فنزويلا أزمة اقتصادية خانقة بسبب تراجع أسعار النفط، الذي يمثل 96% من إيراداتها بالنقد الأجنبي. ويتوقع أن تبلغ نسبة التضخم هذا العام 475% على أن تقفز إلى 1660% العام 2017، بحسب صندوق النقد الدولي.

ويقف العشرات من السماسرة، الذين يعرفون باسم "دراجرز"، على جسر يربط بين سان أنطونيو في فنزويلا ولا بارادا في كولومبيا ينادون بصوت عال "نحن نشتري الشعر!".

وبحسب تقديرات لخمسة سماسرة تستجيب يوميا حوالي 200 امرأة لعروضهم في واحدة من سبع منصات مؤقتة تنتشر في لا بارادا. وتباع خصلات الشعر بعد ذلك لاستخدامها كوصلات شعر في مدينة كالي الواقعة غرب كولومبيا.

ووقفت سيلينا غونزالس، وهي تعمل بائعة متجولة وتبلغ من العمر 45 عاماً، في صف لمدة ساعة لتبيع شعرها البني متوسط الطول مقابل 60 ألف بيزو كولومبي (حوالي 20 دولارا) وهو ما يعادل الحد الأدنى للأجر الشهري.

وقالت "أعاني التهابا في المفاصل وأحتاج لشراء دواء. لن يكون هذا كثيرا لكن يمكنني على الأقل شراء مسكنات للألم".

وتلقي حكومة فنزويلا اليسارية بمسؤولية الأزمة على "حرب اقتصادية" يشنها رجال الأعمال لإسقاطها. ولم ترد وزارة الإعلام على طلب للتعليق.

وسعى الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، لمواجهة تفاقم الأزمات المعيشية عبر العديد من الإجراءات، منها رفع الأجور بنسبة 40% في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ويبلغ الحد الأدنى للأجر في فنزويلا حاليا 140 دولارا شهرياً.  

في المقابل، نظمت المعارضة العديد من الاحتجاجات لإجبار الرئيس على التخلي عن الحكم قبل نهاية ولايته.

إلى ذلك، يستعد البنك المركزي الفنزويلي لإصدار عملات ورقية بقيمة 500 بوليفار وخمسة آلاف بوليفار في مواجهة نقص السيولة وتفاقم التضخم.

ويأتي تفاقم الأزمة المالية رغم أن فنزويلا تملك أكبر احتياطي من النفط في العالم يقدر بأكثر من 300 مليار برميل.  

(العربي الجديد، رويترز)
المساهمون