غموض في زيمبابوي بعد تولّي الجيش السلطة... وواشنطن تدعو لـ"ضبط النفس"

16 نوفمبر 2017
كبار ضباط الجيش يرفضون تولي زوجة موغابي الحكم(فرانس برس)
+ الخط -
يبدو الغموض سيد الموقف في زيمبابوي، اليوم الخميس، بعد أن سيطر الجيش على السلطة في عملية وصفها بأنّها تستهدف "مجرمين" في الدائرة المقرّبة من الرئيس روبرت موغابي الذي يحكم الدولة الواقعة في جنوب أفريقيا، منذ قرابة أربعة عقود.

ولم يتضح ما إذا كانت الخطوة، التي تمثّل انقلاباً عسكرياً على الأرجح، ستضع نهاية رسمية لحكم موغابي البالغ من العمر 93 عاماً. لكن يبدو أنّ الهدف الرئيسي لقادة الجيش هو منع غريس زوجة موغابي التي تصغره بواحد وأربعين عاماً، من أن تخلفه في حكم زيمبابوي.

وذكرت وسائل إعلام محلية أنّ وزيري الدفاع والأمن القومي في جنوب أفريقيا، وصلا إلى هاراري، عاصمة زيمبابوي، ليل الأربعاء، مبعوثين لرئيس جنوب أفريقيا، جاكوب زوما. ومن المقرّر أن يلتقيا مع موغابي وقادة الجيش. ولم يتضح بعد الهدف النهائي لهما.

وكان زوما قد دعا، في وقت سابق، إلى التحلّي "بالهدوء وضبط النفس"، وطلب من قوات الدفاع "ضمان عدم تقويض الوئام والاستقرار في زيمبابوي" التي عانت من الأزمات الواحدة تلو الأخرى خلال العقدين الأخيرين.


وقالت الرئاسة في جنوب أفريقيا إنّ موغابي أبلغ زوما، عبر الهاتف، بأنّه رهن الإقامة الجبرية في منزله، لكنّه بخير، في حين قال الجيش إنّه يحرص على سلامته هو وعائلته.

وأدخل موغابي زيمبابوي في أزمة جديدة، الأسبوع الماضي، عندما أقال نائبه وخليفته المفترض إمرسون منانغاغوا (75 عاماً) والمعروف باسم "التمساح" بدعوى "عدم الولاء".

واعتبر قادة الجيش أنّ الخطوة تهدف إلى تمهيد الطريق أمام غريس موغابي لتولّي السلطة، وقالوا يوم الإثنين، إنّهم مستعدون "للتدخل" إذا لم تتوقف حملة التطهير ضد حلفائهم.

وأغلقت الدبابات الطرق مع حلول الظلام، وواصل الجنود المسلحون بأسلحة آلية دورياتهم، لكن الوضع يبدو هادئاً.

وجاء التدخل العسكري غير المسبوق، في هذا البلد الفقير في جنوب القارة الأفريقية، وسط معركة على خلافة روبرت موغابي الذي حكم البلاد بقبضة من حديد منذ استقلالها في 1980.

واتهم حزب "زانو-بي إف" الحاكم، الثلاثاء، قائد الجيش الجنرال كونستانتينو شيونغا بـ"الخيانة" بعد أن انتقد الأخير، موغابي لإقالته نائب الرئيس إيميرسون منانغاغوا. وإزاحة منانغاغوا من شأنها أن تفتح الطريق أمام زوجة موغابي غريس (52 عاماً) لتكون الرئيسة المقبلة، وهو ما يعارضه بشدة ضباط كبار في الجيش.




واشنطن تدعو لـ"ضبط النفس"

إلى ذلك، دعت الولايات المتحدة، مساء الأربعاء، المسؤولين في زيمبابوي إلى "ضبط النفس" في سبيل "عودة الوضع سريعاً إلى طبيعته".

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، لوكالة "فرانس برس"، إنّ "الحكومة الأميركية قلقة من التحرّكات الأخيرة للقوات العسكرية في زيمبابوي".

وأضاف أنّ "الولايات المتحدة لا تنحاز لأي طرف في السياسة الداخلية في زيمبابوي، لكن كمبدأ عام نحن لا نوافق على تدخّل العسكر في الحياة السياسية".

وتابع: "ندعو كلّ القادة في زيمبابوي إلى ضبط النفس، واحترام دولة القانون، وحقوق كل المواطنين التي كفلها الدستور، وإلى حل الخلافات سريعاً، في سبيل عودة الوضع سريعاً إلى طبيعته".

وذكّر المسؤول في الخارجية الأميركية، بأنّ سفارة الولايات المتحدة في هاراري نصحت، منذ فجر الأربعاء، الرعايا الأميركيين في زيمبابوي، بملازمة أماكن وجودهم، بسبب الأوضاع الراهنة.

والعلاقات بين الولايات المتحدة وزيمبابوي متوترة للغاية، حيث تخضع هاراري لعقوبات اقتصادية أميركية.



(رويترز، فرانس برس)