غريفيث يحث على "خفض جدّي" للعنف في اليمن إثر هجمات حوثية بمأرب

21 يونيو 2020
طالب غريفيث جميع الأطراف بالالتزام بوقف إطلاق النار (الأناضول)
+ الخط -
حث المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، مساء الأحد، على خفض جدّي للتصعيد العسكري المستمر، وذلك على وقع هجمات حوثية مكثفة على محافظة مأرب النفطية الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، شرقي البلاد.
واستنكر المبعوث الأممي بشدة، في بيان صحافي، التصعيد العسكري المستمر في جميع أنحاء اليمن، خاصة الأعمال العدائية المتزايدة أخيراً في محافظتي مأرب والجوف.
وكشف غريفيث، أنّ التصعيد الجاري "يتعارض مع روح المفاوضات الجارية التي تقوم الأمم المتحدة بتيسيرها"، والتي تهدف إلى التوصّل إلى اتفاق بين الأطراف حول وقف شامل لإطلاق النار في كافة أرجاء اليمن؛ وتدابير إنسانية واقتصادية للتخفيف من معاناة اليمنيين؛ والالتزام باستئناف العملية السياسية بهدف إنهاء شامل للصراع.
ولم يكشف البيان، أي تفاصيل إضافية حول المرحلة التي وصلت إليها المفاوضات الجارية بشأن خارطة الطريق التي طرحها على الحكومة الشرعية والحوثيين لوقف الحرب وإحياء عملية السلام. لكن مصادر أممية كشفت، في وقت سابق، لـ"العربي الجديد"، أن هناك ترتيبات لإطلاق مشاورات افتراضية خلال الأيام المقبلة بين طرفي النزاع.

وفيما حثّ الأطراف على خفض جدي للتصعيد وإعطاء فرصة للسلام والاستمرار في الانخراط بشكل بنّاء في جهود الأمم المتحدة الرامية إلى التوصّل إلى اتفاق، أعرب المبعوث الأممي عن أملة في "أن يعدلوا عن الاستمرار في الإصرار على كسب مزيد من المناطق بالقوة، الذي لا يمكن إلّا أن يعرّض اليمن إلى المزيد من العنف والمعاناة".
ودافع غريفيث عن محافظة مأرب النفطية الخاضعة لسيطرة الشرعية، والتي تتعرض لهجمات حوثية متصاعدة، وقال إنها تعتبر "ملاذاً آمناً لمئات الآلاف من النازحين اليمنيين".
وأشار إلى أن مأرب، "كانت مكاناً هادئاً ومستقراً نسبياً خلال سنوات الصراع الخمس، وهي غنية بالموارد الحيوية لاستمرارية وعيش اليمنيين في العديد من المحافظات الأخرى"، وهي الثروات التي يسعى الحوثيون إلى الاستحواذ عليها من خلال الهجمات العسكرية المتكررة.
وشدد غريفيث على أنه "لا مبرّر للتصعيد العسكري الذي يتعارض مع آمال الرجال والنساء اليمنيين في السلام ويجعل النضال اليومي من أجل البقاء في اليمن أكثر صعوبة، كما أنّه يعيق كل جهود الاستجابة لتفشي جائحة كوفيد-19 التي تجتاح البلاد".
وفي سياق آخر، أعرب المبعوث الأممي عن قلقه بشأن الانقلاب المسلح الذي قام به المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً في محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية، والسيطرة على مؤسسات الدولة بالقوة.
ودعا غريفيث، في تغريدة مقتضبة على "تويتر"، الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، إلى سرعة تطبيق اتفاق الرياض برعاية المملكة العربية السعودية، من دون إضافة المزيد من التفاصيل.

وفي وقت سابق الأحد، أعلن الجيش اليمني، مقتل وإصابة العشرات من مليشيات الحوثي في معارك وغارات لطيران التحالف السعودي، بجبهة قانية شمالي محافظة البيضاء، وذلك بعد إطباق الحصار على مجاميع حوثية، حاولت التسلل إلى مواقعه، فضلاً عن تدمير مخزن أسلحة للحوثيين وآليات عسكرية بجبهة "نجد العتق" شمالي مأرب.
وكشفت مصادر عسكرية موالية للشرعية، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أنّ جماعة الحوثي دفعت بمئات المقاتلين إلى بلدة قانية في البيضاء، بهدف فتح جبهة جديدة للهجوم على مأرب، فضلاً عن الهجمات الأخرى من اتجاه مفرق الجوف ونجد العتق وصرواح، شمالي غرب مأرب.
وأشارت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إلى أن سيطرة الحوثيين على مديرية ردمان بالبيضاء، مكّنهم من تكثيف الهجمات على قانية والضغط على مأرب، رغم الضربات الجوية المكثفة لطيران التحالف السعودي الذي يهدف إلى كبح جماح تقدمهم.

وأقر الشيخ ياسر العواضي، شيخ مشائخ آل عواض، بهزيمته من الحوثيين بعد سيطرتهم على مديرية ردمان، وأرجع ذلك إلى قلة العتاد والعدد من مقاتلي القبائل.

وكشف العواضي، في تغريدات على "تويتر"، مساء الأحد، عن خسائرهم في المعركة مع الحوثيين، وقال "كنا نعرف النتيجة مسبقاً، بل إننا كنا نتوقع أكثر من 16 شهيدا و70 جريحا في معركة غير متكافئة من شهرين حتى الآن وما زالت".

في الأثناء، أعلن رئيس مجلس النواب اليمني، سلطان البركاني، تشكيل لجان برلمانية لتقصي الحقائق بشأن الأحداث التي شهدتها محافظة أرخبيل سقطرى وعدد من المديريات، بينها ردمان معقل الشيخ ياسر العواضي، من قبل ما وصفها بـ"مليشيا المجلس الانتقالي ومليشيا الحوثي".

دلالات