ضغوط على المعارضة السورية للعودة لجنيف: تلويح بوفد جديد

22 ابريل 2016
مغادرة جميع أعضاء وفد المعارضة من جنيف اليوم(فرانس برس)
+ الخط -
أكّدت مصادر مواكبة للاتصالات التي تجرى مع المعارضة السورية، وتحديداً "الهيئة العليا للتفاوض"، لـ"العربي الجديد"، أنّ ضغوطاً دولية كبيرة تمارس على "الهيئة العليا" من أجل الرجوع عن قرارها تعليق مشاركتها في المفاوضات مع النظام في جنيف، فيما تكتمل، اليوم الجمعة، مغادرة جميع أعضاء وفد المعارضة من جنيف، باستثناء وفد مصغّر قررت المعارضة الإبقاء عليه حتى يوم الثلاثاء المقبل.

وأوضحت المصادر لـ"العربي الجديد"، أنّ هذه الضغوط تشمل التلويح بتشكيل وفد جديد للتفاوض عن المعارضة من خلال رئيس الائتلاف الأسبق أحمد الجربا، وذلك كورقة ضغط على الهيئة من أجل العودة إلى المحادثات، والتلويح بإمكانية استبدال وفدها بوفد جديد في حال إصرارها على التمسك بشروطها للعودة.

ووفقاً للمصادر نفسها، فإنّ اتصالات تجرى بين عضو الوفد المفاوض خالد المحاميد والجربا حول هذا الموضوع. إلا أنّ مصدراً آخر رفيع المستوى في "الهيئة"، نفى لـ"العربي الجديد" حدوث لقاء جمع المحاميد مع رئيس ما يُسمى تيار "الغد السوري"، أحمد الجربا من أجل تشكيل وفد تفاوضي بديل عن وفد "الهيئة".

وأوضع المصدر هذه التسريبات ضمن ما سماّه "سياسة موسكو وطهران والنظام للتشويش على وفد المعارضة السورية وبعثرة أوراق التفاوض. وأضاف المصدر: "نعم كان المحاميد ضمن وفد موسكو وجرى ضمه لوفد الهيئة لتمثيل أكبر للمعارضة وهو ملتزم بخط الهيئة التفاوضي".

يذكر أن الجربا، الذي يتزعم تيار "الغد السوري"، والذي يُشكّل تقاطعاً روسياً إماراتياً مصرياً، كان قد أعلن يوم الاثنين الماضي عن تشكيل قوة عسكرية تحت اسم "قوات النخبة" في شرق سورية هدفها محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). كما يحظى الجربا بعلاقات جيدة مع حزب "الاتحاد الديمقراطي"، برئاسة صالح مسلم.

كذلك، شدّد المصدر نفسه، على أن واشنطن تعلم تماماً أن خلق وفود أخرى "غير مجدٍ".

في غضون ذلك، أشارت المصادر المواكبة لجنيف، إلى أنّ مسؤولين أميركيين أبلغوا الهيئة أنّه في حال لم تتم العودة عن قرار تعليق المشاركة في المفاوضات، فإنّ المعارضة "تكون قد ضيعت فرصة كبيرة لتحقيق الانتقال السياسي"، وطلبوا من الهيئة أن "تكون خلاقة وألا تكون متشددة ومتعنتة"، بحسب المصادر نفسها. كما طلبوا منها أن تناقش قضية الدستور الذي طرح المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا أن تكون مناقشته ضمن برنامج المفاوضات.

وكان وفد المعارضة المفاوض قد أعلن تعليق المفاوضات، الاثنين الماضي، خلال مؤتمر صحافي عقده منسق الهيئة رياض حجاب، معللاً سبب الانسحاب بعدم التزام النظام بالقرارات الدولية وعدم جديته بالتفاوض وخرقه المتكرر لهدنة "وقف الأعمال العدائية"، وعرقلته وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة وعدم إفراجه عن المعتقلين.

وفيما يغادر جنيف، اليوم، جميع أعضاء وفد المعارضة المفاوض، تقرر أن يبقى وفد مصغر حتى يوم الثلاثاء، يضم كلاً من سالم المسلط ورياض سيف ونذير الحكيم وصفوان عكاش، وسط ترجيحات ببقاء حسن عبد العظيم أيضاً.