روسيا تحرج السيسي مرة أخرى.. ومطالبات للاعتراف بالتقصير اﻷمني

13 نوفمبر 2015
القرار الروسي يضع السيسي في وضع جد حرج (الأناضول)
+ الخط -

سادت حالة من الارتباك اﻷوساط الحكومية المصرية عقب صدور قرار سلطات الطيران المدني الروسية بوقف رحلات شركة "مصر للطيران" إلى جميع اﻷراضي الروسية اعتبارا من يوم غد السبت.


ويأتي القرار بعد أسبوع من صدور قرار مبدئي من موسكو بوقف رحلات الطيران الروسي إلى مصر، وهو ما تواصل على خلفيته الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هاتفيا، وقالت مؤسسة الرئاسة المصرية آنذاك إن "هناك اتفاقا على العودة التدريجية لنشاط الطيران الروسي إلى مصر".

اقرأ أيضا: روسيا تحظر تحليق رحلات "مصر للطيران" في مطاراتها

ويتسبب هذا القرار في حرج بالغ للسيسي ونظامه، فقد جاءت توابع اتصالاته مع بوتين بعكس المأمول تماما، إذ زادت اﻷمور سوءا، كما لم تستفد مصر من ظهور السيسي المفاجئ في مطار شرم الشيخ، وادعائه بأنه يقوم بزيارة مفاجئة للتأكد من جودة الأوضاع اﻷمنية واستقرار إجراءات السفر ومطابقتها لمعايير السلامة الدولية.

وقال مصدر في وزارة السياحة المصرية لـ"العربي الجديد" بعد ربع ساعة من إعلان خبر القرار الروسي: "هذا القرار بمثابة إعلان القطيعة السياحية بين البلدين، والجانب الروسي اتخذ القرار منفردا، ولم ينسق فيه مع القاهرة، وبالتأكيد فإن هناك معلومات أمنية ومخابراتية تلقتها موسكو تؤكد تعرض الطائرة الروسية المنكوبة لحادث إرهابي".

وأضاف المصدر الذي رفض التعريف بهويته: "علينا الاعتراف بفشل حملة مصر لجذب السياحة بعد قرارات الدول الكبرى بوقف الطيران إلى سيناء، والخسارة فادحة، ﻷن الروس يشكلون أكثر من 40% من إجمالي حركة السياحة المصرية منذ 2011، كما أن العلاقة بين سلطات الطيران في البلدين كانت دائما مثالا يحتذى".

وأكد المصدر أن "المسار البطيء الذي تسير فيه التحقيقات الخاصة بالطائرة الروسية المنكوبة، سيؤدي لاتخاذ مزيد من القرارات الانفعالية السلبية ضد مصر، وهناك أصوات في الدولة حاليا تدفع في اتجاه اعتراف الدولة بأن الحادث كان نتيجة عمل تخريبي، فربما يساهم هذا في تخفيف الضغوط على مصر".

وردا على سؤال عن توقعاته لرد الجهات المعنية على هذه المطالبات بالاعتراف، أجاب المصدر: "الاعتراف يعني الإقرار بفشل أجهزة معينة، وهذه اﻷجهزة تحاول الحفاظ على صورتها أمام الرأي العام المصري والدولي، ونحن في وزارة السياحة وبصفة عامة في قطاع اﻷعمال الحكومي متضررون من هذا السلوك".

وفي المقابل، قال مصدر آخر في وزارة الطيران إن "مصر تتحفظ على جميع القرارات التي تصدر قبل ظهور نتيجة التحقيقات في الحادث"، مؤكدا أن "القرار يعكس غياب التنسيق الدبلوماسي بين القاهرة وموسكو".

وطالما اعتبر نظام عبد الفتاح السيسي الدولة الروسية أبرز حلفائه منذ مساندتها له في اﻹطاحة بحكم جماعة اﻹخوان منتصف 2013، وزار السيسي روسيا ثلاث مرات وأجرى استقبالا أسطوريا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القاهرة الربيع الماضي.

ويروج إعلام السيسي ﻷن بوتين هو الداعم اﻷول للاقتصاد المصري والجيش، غير أن هذه الصورة اهتزت على خلفية حادث الطائرة المنكوبة، التي تشير معلومات مخابراتية إلى أن تنظيم "داعش" هو المسؤول عنه من خلال ذراعه في مصر "ولاية سيناء" وهو ما يعكس ضعف السيطرة الأمنية وتردي اﻷوضاع في سيناء.

اقرأ أيضا: كارثة طائرة سيناء... سباق مع الزمن للحدّ من الخسائر

المساهمون