خامنئي يطلب تجهيز الأرضيات لاستئناف النشاط النووي

04 يونيو 2018
خامنئي: إيران لن ترضخ للعقوبات (عطا كنار/فرانس برس)
+ الخط -

طلب المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، من هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أن تستعد، اعتباراً من غد الثلاثاء، لتجهيز الأرضيات والمقدمات اللازمة لاستئناف النشاط النووي، الذي يجب أن يصل لتخصيب 190 ألف سو، وهي وحدة قياس طاقة التخصيب.

وكانت إيران قد علقت التخصيب بنسب عليا، بموجب الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أخيراً.

وفي كلمة ألقاها خامنئي بمناسبة ذكرى رحيل مؤسس الجمهورية الإسلامية، روح الله الخميني، اليوم الاثنين، اعتبر أن بعض الأطراف الأوروبية تعتقد أنها ستخضع إيران للعقوبات، أو أنها ستتراجع عن احتياجاتها النووية، التي أكد أنها ضرورية ولن تتخلى عنها طهران، قائلا "هذا الحلم لن يتحقق، فإيران لن ترضخ للعقوبات ولن تتحمل البقاء تحت القيود النووية".

وأشار إلى مسألة تخصيب اليورانيوم، التي وصفها بـ"الحاجة الملحة لتحقيق متطلبات الصناعة الإيرانية"، واعتبر أن "الأطراف الثانية حاولت عرقلة إيران والوقوف بوجه مسعاها، وبذلت كل الضغوطات النفسية والاقتصادية لتمنعها من تحقيق مرادها"، مؤكدا أن "الحركة العلمية والنووية والاعتماد على كفاءات الداخل ستبقى مستمرة".

وأكد خامنئي كذلك إصراره على استمرار تطوير الصواريخ، مؤكدا أن "هذه الصناعة هي التي تحقق أمن البلاد، فالكوادر المحلية طورت الصواريخ وحولت إيران إلى القدرة الصاروخية الأولى على مستوى المنطقة"، وذكر أن "أعداء إيران يعلمون أنهم إذا ضربوها بصاروخ، فسيتلقون ردا بعشرة صواريخ"، حسب وصفه.

وفي ما يرتبط بدور بلاده الإقليمي، أكد أن "هذه المسألة تصنف كإحدى نقاط قوة إيران، التي رأى أنها تدافع عن العدالة وعن المظلومين في المنطقة، وتقف مع المقاومة ضد الكيان الصهيوني، وهو ما يبعث على الفخر"، وتابع أن "إيران تدافع عن سيادة دول المنطقة ووحدتها، وهو ما يروج له البعض على أنه تدخل".

ورأى خامنئي أن بعض الأطراف في الداخل ممن يرددون شعارات "لا غزة لا لبنان" غير محقين، واصفا ذلك بـ"المعيب"، كما دعا الداخل إلى "عدم التعويل على الغرب"، وذكر أن "البعض يحاولون الترهيب من احتمال وقوع حرب ضد إيران في حال لم تلب رغبات الآخرين.. هذا لن يحدث وهو ليس صحيحا، وهذا الترويج في مصلحة الأعداء".

كما اعتبر أن "هدف الأطراف المعادية واضح، وهو ضمان التراجع عن نقاط قوتنا، من قبيل النووي والصواريخ، وهو ما قد يفتح أمامهم احتمال التحكم بإيران وبمستقبلها وبمصيرها"، وحذر الإيرانيين مما وصفه بـ"المؤامرات"، وقال إنهم على دراية ووعي بما يحدث.

من جهةٍ أخرى، حذر أيضا من محاولة استغلال احتجاجات الإيرانيين، ورأى أن "أعداء بلاده يتربصون بها ويحاولون استغلال هذه التجمعات"، بحسب وصفه.

وقسم خامنئي الضغوط على بلاده لعدة أقسام، منها ما هو اقتصادي ومنها ما هو نفسي، وقال إن "أعداء إيران يعملون جاهدين لإخضاعها"، مخاطبا الإيرانيين بالقول: "ما تلمسونه اليوم هو نتيجة غضب من تطور إيران وتقدمها، ويبدو أن أعداءنا ليسوا على دراية لا بالشعب ولا بالنظام في إيران".

 

كما توجه بكلامه للشباب العرب، فأكمل خطابه باللغة العربية، وقال "نحن نعتمد عليكم، فعدم اتخاذ موقف حاسم من العدو الصهيوني، واستمرار المواقف العدائية من الإخوة والتزلف للأعداء، يجعل بعض الحكومات العربية عدوة لشعوبها، وأنتم أيها الشباب تتحملون مسؤولية إلغاء هذه المعادلة الباطلة"، محذرا مما وصفه بـ"المكائد"، كما دعا لمشاركة واسعة في يوم القدس العالمي الجمعة المقبل، بما يحقق كل هذه الرسائل.

رضائي: الاتفاق النووي انتهى

وفي السياق ذاته، قال أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، محسن رضائي، اليوم الاثنين، إن الاتفاق النووي بين بلاده والغرب انتهى، مشيراً إلى أنه "يجب تعلم درس مما حدث"، وأن "أخطاء عديدة ارتكبت".

وشرح رضائي، على صفحته الرسمية على موقع "إنستغرام"، هذه الأخطاء بالقول إن "أولها كان عدم مشاركة فريق اقتصادي متخصص في المفاوضات مع الغرب، فضلا عن عدم إدراج الخزانة الأميركية في نص الاتفاق، لإلزامها بمنح التراخيص الاقتصادية اللازمة لشركات أميركا وأوروبا".

واعتبر أن "الخطأ الثاني يرتبط بعدم متابعة الشروط التسعة التي وضعها المرشد الأعلى علي خامنئي وصكتها الحكومة والبرلمان"، وقال إن "روحاني قد استعجل كثيرا في إعلانه عن النجاح في التوصل للاتفاق، وهو ما أنهى المفاوضات التي كان يجب أن تستمر لإلحاق هذه الشروط بنصه".

أما الخطأ الثالث، فرأى رضائي أنه "يتعلق بربط اقتصاد إيران بمصير الاتفاق النووي"، معتبرا أنه "لولا هذه الأخطاء لما استطاعت الولايات المتحدة إيجاد مخرج للهرب من الاتفاق النووي"، داعيا حكومة الرئيس روحاني إلى "عدم ارتكاب خطأ جديد، وأخذ كل ما حصل بعين الاعتبار".

وفي سياق متصل، ذكر نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي مطهري، أن "إيران لن تقبل أي تغيير أو تعديل في الاتفاق النووي، ويجب الالتزام به كما هو". 

وخلال لقاء عقده مع نائب رئيس مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي، إيلياس أوماخانوف، لفت مطهري إلى أن "التعاون بين إيران وروسيا، سواء في ما خص الاتفاق النووي أم بما يرتبط بما يجري في سورية والحرب على الإرهاب، يصب لصالح أمن واستقرار المنطقة".

وأكد أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق يؤشر لعدم التزامها بالاتفاقيات الدولية، داعيا إلى "رفع العراقيل التي تواجه العلاقات البنكية والمصرفية، والعودة سريعاً للالتزام بالاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل أقل من ثلاثة أعوام".

وكان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قد وجه رسالة لنظرائه في عدة دول، شرح فيها أهمية الاتفاق النووي وخطورة الخطوة الأميركية.

ونشرت مواقع إيرانية تفاصيل الرسالة أمس، الأحد، والتي وصف فيها ما فعله الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"غير القانوني" وبـ"التصرف أحادي الجانب".

واعتبر ظريف أن "ما حصل سيترك تبعات خطيرة"، مطالبا المجتمع الدولي بالوقوف بوجه أميركا والحفاظ على الاتفاق النووي والالتزام بالقرار الأممي 2231 الخاص به، ورأى أيضا أنه "على الأطراف الباقية في الاتفاق أن تقدم ضماناتها، وأن تعوض عن الانسحاب الأميركي". 

وأكد وزير الخارجية الإيراني أن طهران ستتعامل من جهتها بحسن نية، وانتقد كلام نظيره الأميركي، مايك بومبيو، وتهديداته لإيران التي رأى أنها "تتجاوز الأعراف والقوانين".

كما نشرت مواقع إيرانية، اليوم الاثنين، ما جاء في بيان للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، والموجه لشورى الحكام فيها، إذ أكد أن موظفي الوكالة الدولية فتشوا كافة المواقع التي كان يجب تفقدها في إيران، مؤكدا التزام الوكالة من طرفها بالاتفاق النووي، كما أشار إلى أن الوكالة الدولية ما زالت تراقب إيران وبرامجها.​