أطلق عدد من رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بالمغرب، حملة إلكترونية للمطالبة بمدارس عمومية مجانية وبجودة عالية لكل المواطنين من مختلف الفئات الاجتماعية.
وحظيت الحملة باستجابة مواطنين وحدوا دعوتهم لردّ الاعتبار لمؤسسة التعليم العمومية التي فقدت كثيراً من أسسها التربوية والتعليمية، وتراجع الدور الذي لعبته لصالح المؤسسات الخاصة التي بات يهرع إليها الآباء بحثاً عن تعليم أرقى يؤهل أبناءهم لسوق العمل.
وجاء في الحملة: "نريد أن يكون لأبناء المغاربة، أغنياء كانوا أو فقراء، في المدن والبوادي والصحراء والجبال، الحق في نفس التعليم وبنفس الجودة"، وأرفق النشطاء حملتهم بوسم #تعليم_جيد_مجاني_عمومي.
وفي السياق ذاته، قالت وفاء فارس، الأستاذة بالتعليم العمومي: "سنعمل هذه السنة بعدد يتجاوز 56 تلميذاً في الفصل الدراسي نظراً للنقص المهول في المعلمين، لا أدري هل سندرسهم أم فقط سنراقبهم حتى لا يؤذوا بعضهم بعضاً، ولا أدري كيف سأعلمهم ومن أين سيبدؤون".
وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، قالت فارس، إن المخطط الاستعجالي الذي وضع لإنقاذ المدرسة المغربية لم يتحقق منه شيء، كما أن النقص في المعلمين ستكون له انعكاسات سلبية على جودة التعليم، مشيرة إلى أن الاكتظاظ الذي تعاني منه المؤسسات التعليمية ناتج عن إحالة الآلاف من الأساتذة إلى التقاعد الكلي أو النسبي.
وأكدت المعلمة أن إصلاح التعليم يتطلب إرادة وإمكانيات كبيرة وسياسة على المدى الطويل، وليس مجرد مخططات استعجالية لا تؤتي أكلها، وقالت "سيصبح التعليم لائقاً بنا حين يقوم الوزراء والفقراء على حد سواء بوضع أطفالهم في نفس المدارس العمومية".
بدوره، دعا الإعلامي والأكاديمي، عمر الشرقاوي، إلى "مدرسة عمومية تحترم كرامة المغاربة، وتكون قريبة من الأسر الفقيرة في المدن والبوادي والمداشر"، وقال "نريد تعليماً يحترم ذكاءنا ويفتح عقول أبنائنا على العصر ويحافظ لهم على ثوابتهم. نريد سياسات تعليمية لا تحقر من رجال التعليم وتعترف بمجهودهم ومعاناتهم في تربية أولادنا. لا نطلب شيئاً كثيراً، فقط نطلب إنقاذ مدارسنا وتعليمنا من الفساد والحسابات السياسية".