حتى لا يأكل الحزن صحتك وأموالك!

14 يونيو 2014
اعرف نمط حزنك لتحسن إدارته (Getty)
+ الخط -

أن تصيبك نوبة من الحزن والكآبة بين الحين والآخر أمر طبيعي للغاية، لا يحتاج إلى اللجوء إلى استشارة طبيب نفسي مختص، بل على العكس، يعتبرالشعور بالحزن دليلاً على تفاعلك وتأثرك بما يجري من حولك، على ألا يأخذ منحى متطرفًا.
والثابت أن كُلاًّ منا يتخذ نمطًا معينًا في التعبير عن حزنه. ومن المفيد أن تتعرف على نمط حزنك وطريقة التعامل معه، علماً بأنه يعكس خفايا شخصيتك.
وتجدر الإشارة إلى أن نسبة إصابة النساء بالاكتئاب تبلغ ضعف نسبة إصابة الرجال به، بل إن واحدة من كل 8 نساء عرضة للإصابة بالاكتئاب الشديد، في مرحلة من مراحل حياتها.
إن الإصابة بالاكتئاب (شهية متقلبة، أو فتور في النشاط، أو شعور بالقنوط) بصورة متكررة يستدعي اللجوء إلى استشارة اختصاصي. أما إذا كانت نوبات حزنك واكتئابك تأتي على فترات متقطعة، فقد يفيدك تحرّي نمط حزنك، لتتعرف على الطريقة المناسبة لعلاجه أو التأقلم معه، أو حتى إيجاد طرق بديلة لتسخيره في تحسين نمط حياتك.

"
لكل إنسان نمط خاص به في الحزن، ويفيدك أن تعرف نمطك وطرق التعامل معه

"

إن كنت من النمط الذي يلجأ إلى الطعام عند الحزن:

قد يشعر بعضنا بتحسن حالته النفسية لدى تناول وجبة طعام شهية، ولا ضرر في ذلك. ولكن الحالة المرضية تتجلى في الأشخاص، الذين ينغمسون في تناول كمية مفرطة من الطعام هرباً من أحزانهم.
جرب الحل البديل التالي.. يكمن الحل البديل في اللجوء إلى النشاط الجسدي، بحسب ما تنصح به الاختصاصية النفسية، جيسيكا ليرويي. فإذا راودتك رغبة جامحة في تناول الطعام لتبديد أحزانك، ما عليك سوى التنزه قبل تناول الطعام. فغالبية هرمونات تحسين المزاج، (السيروتينين والدوبامين)، يطلقها الجسم عند تناول الطعام، ويطلقها كذلك عند أداء التمارين الرياضية! كما يؤدي النشاط الرياضي إلى كبح مستويات هرمون الغريلين (ghrelin) الذي يسبب الشعور بالجوع.
ولا بأس في أن نسعى إلى تحسين مزاجنا من خلال تناول بعض الطعام والشراب على المدى القصير. ولكنْ، لهذه الطريقة آثار سلبية من الناحيتين النفسية والجسدية إن تم اعتمادها كأسلوب طويل المدى. أما أداء التمارين الرياضية فيمنحك السعادة والصحة على المدَيَيْن القصير والطويل.

إن كنت من النمط المقاتل الشرس:
من الطبيعي أن يرفع المرء صوته عند شعوره بالانزعاج. لكنْ أن يستشيط غيظاً لأبسط الأمور، أو يختلق المشاكل مع أحبائه، فهذا أمر يحتاج إلى حل، وبسرعة.
جرب الحل البديل التالي.. حاول تفريغ طاقتك السلبية في المكان المناسب، تنصحك ليرويي بقتال عدو "لا يمكنه الرد عليك"، وتقصد بذلك ملاكمة الوسادة، أو جدار غرفة نومك مثلاً، مع تخيل أنك تلكم خصمك الذي تود الانتقام منه.
يمكنك أيضاً اللجوء إلى استراتيجية أخرى، كالاتصال بصديق للتنفيس عن غضبك. لكن احذر التحدث مع صديق يزيد حدة المشاعر السلبية، التي تعتريك.. فأنت بحاجة إلى شخص يولّد المشاعر الإيجابية لديك، بدلاً من تعزيز الحالة النفسية السلبية، التي تنتابك.

إن كنت من النمط الذي يدفن أحزانه بالانهماك في العمل:
قد يجد المرء نفسه في بعض الأحيان منهمكاً في العمل على مدى 14 ساعة في اليوم، بهدف  تحسين وضعه المادي، أو إثبات جدارته الوظيفية. لكنْ أن يتخذ العمل أسلوباً للانشغال غير البنّاء، فثمة مشكلة، وعليه التغلب عليها.
جرب الحل البديل التالي..
استخدم طاقاتك في إنجاز مهام مفيدة خارج إطار العمل، مهام تحبها

"
لا تجعل الحزن يقضي على صحتك، أو يفرغ جيوبك ويأكل ثروتك

"

(كالانخراط في عمل خيري، أو إعداد وجبات طعام للعائلة مثلاً). ستفيدك هذه الطريقة في ملء وقت فراغك وتفريغ طاقاتك، من دون أن تجهد نفسك في عملك المكتبي.
وتضيف اختصاصية الأمراض النفسية، لوري فيرغسون، أن العمل التطوعي يمنحك شعوراً بالرضى ومكافأة الذات، ويختلف عن الشعور الذي يمنحك إياه إنجازك الوظيفي في إطار العمل المأجور.

إن كنت من النمط الذي يجد السلوى في متعة التسوق:
قد يمنحك شراء زوج جديد من الأحذية أو ثوب جميل، سروراً مؤقتاً. لكن بينت الأبحاث أن السعي إلى التسوق أو إنفاق المال بغرض الترويح عن النفس، يمنح المرء راحة تتبدد بسرعة كبيرة. ناهيك عن العبء المادي، الذي سيخلفه إسرافك في شراء أشياء لست في حاجة إليها أصلاً، ولن تستخدمها، لكنك اشتريتها لمجرد التنفيس عن كآبتك.
جرب الحل البديل التالي.. عندما تشعر برغبة في إنفاق المال، وجّه هذه الرغبة إلى تحقيق هدف معين، كشراء هدية قيّمة لشريك حياتك في عيد زواجكما المقبل.. الخلاصة هي أن تنفق مالك في أمر يجلب المنفعة والسرور لك، ولمن تهتم لأمرهم، بدلاً من إنفاقه في بعض الملابس أو الحاجيات، التي لن تستخدمها بعد زوال الاكتئاب عنك.

إن كنت من النمط الذي يحب الاعتزال والوحدة عند شعوره بالحزن:
قد يكون الاختلاء بذاتك لبعض الوقت سبيلاً إلى الحفاظ على اتزانك العقلي، ولكن أن تعتزل العالم كله أمر قد يزيد حالتك سوءاً بدلاً من تحسينها.
جرب الحل البديل التالي.. اسعَ إلى زيادة تواصلك الاجتماعي عندما تشعر بالرغبة في العزلة الناتجة عن الكآبة، ولا نقصد بهذا إقامة حفلة صاخبة، وإنما التواصل اجتماعيًا مع أشخاص ترتاح للجلوس معهم، فهذا إن لم ينفعك، فلن يزيد حالتك سوءاً على أية حال.
حاول أيضًا قضاء بعض المهمات السريعة، كالذهاب للتسوق وإحضار حاجيات للبيت مع صديق، أو حاولي سيدتي الذهاب إلى صالون التجميل برفقة صديقتك.
وتضيف ليرويي أنه لا داعي لأن تتضمن هذه اللقاءات الكثير من المشاركة والانهماك مع الآخرين. لكن مجرد الخروج من إطار أحزانك، من خلال بعض التغييرات في محيط عزلتك، سيزيد من قدرتك على سلوان الأمر، الذي كان يثير الكآبة في نفسك.

 

دلالات
المساهمون