تونس و"كيبك للكتاب": ضيف شرف في دوائر الفرنكفونية

04 ابريل 2017
(معرض كيبك، من دورة سابقة)
+ الخط -

بعد أيام قليلة من اختتام الدورة 33 من "معرض تونس الدولي للكتاب"، ستكون تونس ضيف شرف "معرض كيبك الدولي للكتاب" في كندا بداية من الغد، والذي تتواصل فعالياته حتى التاسع من الشهر الجاري. فعاليتان مختلفتان تمثّلان كلاهما اختباراً للحالة الثقافية التونسية.

في الأوّلى كان التحدّي هو إعادة المعرض إلى مستوى من الجماهيرية، وهو ما تحقّق إلى حدّ كبير، بفضل مستوى تنظيمي عالٍ وثراء البرنامج الثقافي. الرهان الجديد في الكيبك مختلف تماماً، فهو لا يتعلّق بقدرات دعائية وتنظيمية، وإنما بجودة المضمون الثقافي الذي سيجري تقديمه.

يذكّرنا هذا الموعد بما حدث السنة الماضية حين حلّت تونس ضيف شرف "معرض جنيف الدولي للكتاب"، وأفضت المشاركة إلى انتقادات بسبب ضعف المحتوى الثقافي، والصورة الرثّة التي عكسها الفضاء التونسي عن بلده، إضافة إلى انتقادات بخصوص توزيع الدعوات على المشاركين من مثقّفين وناشرين ومسؤولين، وهو ما ينبغي تفاديه خلال رحلة الكيبك.

دعوات "ضيف الشرف" التي تتالت على تونس في السنوات الأخيرة تحمّل الفاعلين الثقافيين مسؤولية استثمار الصورة الرمزية التي أضفاها كون تونس كانت شرارة "الربيع العربي"؛ وهي العبارة التي يجري تقديم تونس بها في المرحلة الأخيرة، غير أن الكثير من المؤشّرات تؤكّد بأنه جرى استهلاك هذه الصورة دون استفادة الحياة الثقافية التونسية منها.

أخيراً، هل ثمة علاقة مباشرة بين البرامج الثقافية لمعرض الكتاب الأخير الذي حقّق انفتاحاً لم نعهده على ما هو أبعد من الدوائر الفرانكفونية المعتادة، مع أن تكون تونس ضيف شرف في الكيبك؛ أحد معاقل الفرنكفونية الأساسية في العالم؟

المساهمون