قالت مصادر في وزارة الخارجية التركية، اليوم السبت، إن السلطات التركية أغلقت السفارة والقنصلية الهولنديتين، وذلك وسط تصاعد الخلاف بين البلدين بشأن الحملات السياسية لتركيا في أوروبا.
وأغلقت تركيا أيضا مقار إقامة السفير الهولندي والقائم بالأعمال والقنصل العام بعدما تصاعد التوتر بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي، في أعقاب منع الحكومة الهولندية وزير الخارجية التركي من السفر جواً إلى روتردام.
وفي وقت سابق، قالت وزيرة الأسرة والسياسات الاجتماعية التركية، فاطمة بتول صيان قايا: "نريد عودة الدول الأوروبية وخاصة هولندا في أقرب وقت إلى قيم الديمقراطية التي يقولون إنهم يدافعون عنها". وجاء ذلك احتجاجا على ما قامت به السلطات الهولندية اليوم، من منع هبوط طائرة يقلها وزير الخارجية التركية إلى الأراضي الهولندية.
وبدأت السلطات التركية سلسلة من الاحتجاجات والردود، وقالت الخارجية التركية إنها أبلغت السفير الهولندي الذي يقضي عطلة خارج البلاد، عدم رغبتها في عودته إلى البلاد في الوقت الراهن. فيما أكدت مصادر إغلاق مقار إقامة السفير الهولندي والقائم بالأعمال والقنصل العام لأسباب أمنية أيضا. وأضافت وزارة الخارجية، إنه "تم الشرح لنظرائنا أن هذا القرار الخطير ضد تركيا والجالية التركية في هولندا سيتسبب في مشكلات خطيرة دبلوماسيا وسياسيا واقتصاديا وفي مجالات أخرى".
وحمّلت الخارجية التركية، الحكومة الهولندية، المسؤولية عن زعزعة العلاقات بين البلدين، وأدانت ما وصفتها بـ "الموقف العدائي" و"العقلية المتحيزة (التي تحملها) الحكومة الهولندية".
وبيّنت أن هذه المواقف "المخجلة" تلحق الضرر بعلاقات البلدين التي يصل تاريخها لـ 405 سنوات.
واعتبرت الخارجية مواقف السلطات الهولندية "بعيدة كل البعد عن الديمقراطية والحرية التي تؤكد عليها هولندا في كل محفل، ومساس بكرامة الجالية التركية في هولندا وحقوقها الديمقراطية".
ولفت البيان أن التدابير والمواقف الأخيرة للحكومة الهولندية اتخذت وفق اعتبارات سياسية داخلية. وأشار أنها اتخذت لإرضاء زعيم حزب شعبوي عنصري معادٍ للإسلام والأجانب. وأوضح البيان أن "ذلك واضح من تصريحات زعيم الحزب" دون أن تسمه.
من جهة أخرى، أعلن القنصل التركي في مدينة روتردام الهولندية، سادين آي يلدز، عن إيقاف السلطات الهولندية سيارة وزيرة الأسرة والسياسات الاجتماعية التركية، وعدم السماح له بالتوجه إليها.
وخرج القنصل من مبنى القنصلية المحاطة بحواجز أقامتها الشرطة، إلا أنه لم يتمكن من التوجه إلى المتظاهرين المحتشدين أمامها للاحتجاج على قرار هولندا سحب تصريح هبوط طائرة وزير الخارجية، مولود جاووش أوغلو على أراضيها.
وأكد آي يلدر في تصريح، عدم امتلاكه أي معلومات عن مكان إيقاف سيارة الوزيرة التركية، وقال: "لا يسمحون لي بالذهاب إليها كما ترون".
من جانبها، ذكرت قناة " NOS" الهولندية العامة، أن سيارة صيان قايا تم إيقافها بمكان قريب من القنصلية.
إلى ذلك، تواصل قوات الأمن الهولندية إجراءاتها الأمنية المشددة أمام وفي محيط القنصلية.
وكانت الشرطة الهولندية، أغلقت في وقت سابق اليوم، الطريق المؤدي إلى مقر القنصلية التركية في روتردام أمام حركة السيارات والمشاة، وذلك عقب إعلان صيان قايا، التوجه من ألمانيا، إلى روتردام عن طريق البر.
وفي وقت سابق اليوم، سحبت السلطات الهولندية تصريح هبوط طائرة جاووش أوغلو على أراضيها؛ مرجعة السبب إلى "أسباب أمنية".
وكان من المقرر أن يزور وزير الخارجية التركي روتردام لإلقاء كلمة في مقر القنصلية العامة التركية، حول الاستفتاء المقبل على التعديلات الدستورية في بلاده.