بلدة آغاثا كريستي... احتفالات الموسيقى الشعبية والرقص التقليدي

بلدة آغاثا كريستي... احتفالات الموسيقى الشعبية والرقص التقليدي

لندن

كاتيا يوسف

avata
كاتيا يوسف
06 سبتمبر 2016
+ الخط -
احتفلت بلدة ولينغفورد البريطانية، للعام الخامس عشر على التوالي، بمهرجان "بانك فيست" السنوي والمجاني، يوم الجمعة 2 سبتمبر/أيلول، واستمرت العروض الرائعة لغاية يوم الأحد.

وقدّمت فرق صاعدة أغاني معاصرة، إلى جانب عرض رقصات تقليدية لفرق مختلفة تنقلت في شوارع البلدة القديمة، حيث عاشت ودُفنت الكاتبة الإنكليزية الشهيرة آغاثا كريستي.

ومجرّد التجوّل في أرجاء القرية، يبرّر سبب اختيار كريستي هذا المكان لتمضي فيه بقيّة حياتها. فالطبيعة الخلابة الممتدة على ضفة نهر التايمز، والآثار المتبقية للقلعة الملكية والجسر القديم فوق النهر الذي طالما عبرته العربات الملكية والعسكرية، كفيلة بإثارة الخيال لدى الإنسان العادي، وليس فقط خيال المبدعة كريستي، التي لا تزال رواياتها تُقرأ لغاية اليوم، وتحتفل بريطانيا بذكراها سنوياً.

واللافت أن معظم المشاركين في الرقصات تجاوزوا الخمسين من العمر، لكنهم رقصوا بخفّة ورشاقة، والتف حولهم أبناء البلدة، ليستمتعوا بأدائهم وألحانهم القديمة وأزيائهم الملونة التي أضفت على المكان جمالاً تاريخياً.

وقال أحد المشاركين في فرق الرّقص الشعبية القديمة، مارك وانغ (73 عاماً)، إنّهم "يرتدون القناع واللباس الأسود الذي يُخفي تفاصيل أجسامهم، لأنّهم في الماضي كانوا يتنكرون كي لا يتعرّف عليهم سكان البلدة، ويرقصون في جميع أنحائها، ليجمعوا المال للعائلات الفقيرة، كي لا تموت من الجوع خلال فصل الشتاء"، وفق ما قال لـ"العربي الجديد".

وأفاد وانغ بأنهم سيرقصون في ولينغفورد ليومين متتالين، احتفالاً بالمهرجان. ولفت إلى أنّ هناك العديد من شباب اليوم الذين ينضمّون إلى مراكز تعليم تلك الرّقصات، مشدداً على ضرورة ذلك من أجل الحفاظ على العروض الإنكليزية التقليدية، لافتاً إلى أنها "قد تبدو غريبة للأجانب، لكننا نحبها ونستمر فيها".

وتعتبر بلدة ولينغفورد من المناطق الأثرية في بريطانيا، حيث تواجدت فيها قلعة ولينغفورد التي تمتّعت بمكانة عالية في أوائل القرون الوسطى، وكانت المقرّ الملكي الدّائم للإمبراطورة ماتيلدا خلال الحرب الأهلية وبعد وفاة والدها هنري الأوّل، إلى أن ضرب الموت الأسود البلدة في عام 1349. وشكّلت القلعة المعقل الملكي الأخير في تلك المنطقة، لذا أمر القائد العسكري والسياسي الإنكليزي أوليفر كرومويل بتدميرها، للقضاء على أي أثر للملكية. 

المساهمون