واعتبره القضاء البريطاني أسوأ مغتصب في العالم، ووصفه القاضي بـ"الوحش". وسيقبع رينهارد سيناغا لمدة 30 عامًا على الأقل في السجن، بتهمة التخدير والإساءة للشباب، وذلك بعد اعتدائه على حوالي 195 رجلاً فاقدًا للوعي في منزله بمدينة مانشستر بين عامي 2015 و2017.
واستهدف الطالب الإندونيسي، المثلي، الضحايا وهم في حالة سكر، خارج الملاهي الليلية، متظاهرًا بأنه شاب جيد وسيوفر لهم مكانا للنوم، ولكن عندما كان يصل الشاب من هؤلاء إلى شقته، يقوم بتخديره عن طريق عقار الاغتصاب، وهو مخدّر عصبي يعرف باسم "GHB"، ثمّ يعتدي عليه جنسياً، وقد صوّر جرائمه.
وتقرّ الشرطة بأنّ رينهارد سيناغا (36 عامًا)، اعتدى على 195 شابًا على الأقل، وأنّ الرقم الحقيقي قد يكون أعلى، وتلفت إلى أنّ 70 من الضحايا لم يتم التعرّف عليهم بعد.
ولم يذكر معظم الضحايا سوى أمور بسيطة من الأحداث التي وقعت في الشقة، وبعضهم لم يذكر أي شيء على الإطلاق بعد استيقاظه من التخدير وتعرضه للاعتداء على أرضية غرفة نومه. ولم ينكشف أمر سيناغا سوى عندما استيقظ مراهق كان يحاول إغراءه وقتله فاتصل بالشرطة.
Twitter Post
|
وكان قد صدر قرار قانوني بمنع الإعلان عن جرائم سيناغا التي تمّ تداولها في أربع محاكمات على مدار 18 شهرًا. ولم يسمح للصحافة بالكتابة عنها سوى بعد صدور حكم محكمة التاج في مانشستر يوم أمس.
Twitter Post
|
وقال إيان راشتون، من النيابة العامة في محكمة التاج، لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إنّه من الناحية القضائية، من المحتمل أن يكون سيناغا هو المغتصب لأكثر عدد من الأشخاص شهدته المحاكم البريطانية.
Twitter Post
|
ولا يزال العديد من الرجال الذين أدين باغتصابهم يجهلون تعرّضهم للهجوم ولم تكن لديهم فكرة عن الاعتداء سوى حين تعقّبتهم الشرطة. وقد استدلّت عليهم لأنّ سيناغا احتفظ بأشياء تعود لضحاياه، مثل الهواتف والمحافظ التي ساعدت الضباط في العثورعلى عدد منهم.
ويبدو أنّ لا أحد منهم يريد أن يعرف تفاصيل ما حدث، وبعضهم اختار عدم إخبار أسرته. بينما حاول اثنان على الأقل الانتحار منذ ذلك الحين.
وقال أحدهم إن المغتصب، الحاصل على أربع شهادات جامعية وكان يدرس للحصول على درجة الدكتوراه، بدا "لطيفًا جدًا" و"اعتنى بي" عندما فقد أصدقاءه ونفدت بطارية هاتفه.
Twitter Post
|
وقال آخر: "لقد فكرت لفترة من الوقت أنه ربما يكون قد فعل شيئا لكني اعتقدت أن أشياء من هذا القبيل لا تحدث".
وتجدر الإشارة إلى أنّ الشرطة ألقت القبض على المراهق الذي اتّصل بها بعد عراك مع سيناغا، إذ عثرت عليه مصاباً بجروح نقل على أثرها إلى المستشفى. بيد أنّ إلحاح الضحية على إحضار هاتفه أثار شكوك ضباط الشرطة، الذين فحصوا الجهاز ليشاهدوا مقطع فيديو مصوّر له وهو يغتصب المراهق.
حاول سيناغا التملّص من جريمته وزعم أن الرجال الذين صوّرهم كانوا يمثّلون أدوار الأموات في ألعاب جنسية متفق عليها، لكن الدفاع رفض حجّته ووصفها بأنها غير نافعة.
في المقابل، قالت له القاضية سوزان جودارد، إنه "مفترس جنسي شرير". وأضافت: "أحد ضحاياك وصفك بالوحش... وبالفعل إن حجم وخطورة جرائمك تؤكد دقّة هذا الوصف".
من جهتها، دعت وزيرة الداخلية بريتي باتل إلى إجراء مراجعة عاجلة حول ما إذا كان القانون المتعلق باستخدام المخدّر العصبي GHB غير القانوني صارمًا بدرجة كافية.
وعاش سيناغا في شقة متواضعة في مانشستر، لكنه كان يتباهى بأسلوب حياة أسرته الفخمة في إندونيسيا. وكان والده يرسل له المال إلى بريطانيا للدراسة. ويبدو أنّ سيناغا كان مترددًا في العودة إلى بلده، لأن والديه سايبون ونورماواتي، لا علم لهما بأنّ ابنهما مثلي، وكانا يريدان له أن يتزوج ويستقر.
ويقول أحد أصدقائه السابقين إنّ والده رجل ثري للغاية وإنّهم يملكون قصراً في وسط جاكرتا. لكن من الواضح أن سيناغا كان يتمتع بأسلوب حياة ليبرالي في مانشستر، ولم يخف أبداً مثليته الجنسية أثناء وجوده في المدينة، وهو ما لا يمكنه القيام به في إندونيسيا.