17 ابريل 2017
الملياردير زعيما للبيت الأبيض
شفيق عنوري (المغرب)
في مفاجأة غير متوّقعة لكثيرين، حسم المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، الانتخابات الأميركية بتحقيقه لـ 274 صوت مقابل 219 لهيلاري كلينتون، مرشحة الحزب الديمقراطي، مخالفاً كلّ استطلاعات الرأي التي كانت تعطي الفوز للأخيرة. صحيح أنّ الشعب الأميركي كان له دور الحسم، لكن لا يمكن إنكار الدور المهم الذي يلعبه المتحكّم الحقيقي بالمشهد السياسي الأميركي، ومن يكون هذا المتحكّم؟ ولماذا أخفقت التوقعات؟ وكيف ستكون الولايات المتحدة في السنوات الأربع المقبلة؟ وما محل الشرق الأوسط من هذا كله؟
الكل يعرف أنّ مفاصل القرار في الولايات المتحدة معقدّة جداً، وتتحكّم بها اللوبيات، وفي مقدمتها الصهيونية، وهي من تدعم المرشحين الأقرب إلى مصالحها ومصالح إسرائيل، لهذا لم يفاجئني فوز ترامب، فقد كان واضحاً منذ بداية حملة الثامن من نوفمبر بأنّ المرشح الجمهوري هو الأقرب إلى حسم السباق، ليس من خلال استطلاعات الرأي، ولا من خلال التصريحات المثيرة للجدل والمعادية للأقليات، بل انطلاقا من وعوده لإسرائيل التي فاقت كلينتون بكثير، فقد أعلن دعماً لامشروطاً لدولة الاحتلال، كما أكد على أنّ أيّ مساس بها يعدّ مساساً بأميركا.
أحالتنا المصادقة على قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب، أو ما يصطلح عليه بـ "جاستا"، بنسبة فاقت 90% من أعضاء الكونغرس بمجلسيه، الشيوخ والنواب، مع العلم أنّ أوباما صوّت ضده، على أنّ سياسة الرئيس الحالي انتهت صلاحيتها، وصارت المؤسسة التشريعية الأولى في الولايات المتحدة ترفضها. ومن ناحية أخرى، يعتبر مثل هذا القانون دفعة حقيقية في سباق الانتخابات لدونالد ترامب، صاحب التصريحات المنسجمة مع القانون.
تضعنا خسارة كلينتون المفاجئة أمام أمرين، إمّا أنّ هناك غياب للمصداقية في استطلاعات الرأي التي أجريت، وميل المؤسسات التي قامت بها لكلينتون، أو أنّ الانتخابات الأميركية، وعكس بعض الدول الديمقراطية الأخرى، تتحكّم بها لوبيات تمسك بالمفاصل الحساسة في الدولة، وتساهم بشكل كبير في حسم الصراع كما أشرنا فيما سبق، أو كلاهما.
كتبنا في غير هذا الموضع إنّ فوز كلينتون يعني استمرار السياسة الأميركية الحالية، فبالإضافة إلى أن أوباما وكلينتون من حزب واحد، هناك تقارب واضح بينهما، خصوصاً وأنّه سبق لها أن حملت حقيبة الخارجية، لكن فوز ترامب سيغيّر السياسة الأميركية مظهراً لا جوهراً، فما كانت تقوم به أميركا سراً، أو تحت يافطة معاكسة، ستفعله علناً، وقد تتغيّر السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وخصوصاً ما يتعلّق بالملف السوري، على اعتبار أنّ هناك تقارباً واضحا بين دونالد ترامب والرئيس الروسي بوتين، ما قد يؤثر سلباً على القضية، وعلى عدّة دول في المنطقة، بل ربّما على النظام العالمي ككل.
في حالة كانت تصريحات ترامب العنصرية صادقة فعلاً، وهي غالباً كذلك، ولم تكن مجرّد محاولة لاستمالة الشعب الأميركي وكسب تعاطف المصوّتين قضت أغراضها وانتهت، فإنّ الرجل الجديد في البيت الأبيض سيشكل خطراً على أميركا أكثر من غيرها، وقد يكون بداية مرحلة جديدة في تاريخ بلاد العم سام، خصوصاً وأنّ هذا الشخص الذي لطالما ارتبط اسمه بالمال والأعمال لا يفقه شيئاً في السياسة حسب كثيرين، وقد يراجع عدّة اتفاقيات تجارية في أميركا الشمالية، وربما المنعقدة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، باعتبار أنّ ترامب كان من أبرز المباركين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ما يعني أنّ مرحلته قد تكون بداية انهيار أعظم دولة في العالم.
الكل يعرف أنّ مفاصل القرار في الولايات المتحدة معقدّة جداً، وتتحكّم بها اللوبيات، وفي مقدمتها الصهيونية، وهي من تدعم المرشحين الأقرب إلى مصالحها ومصالح إسرائيل، لهذا لم يفاجئني فوز ترامب، فقد كان واضحاً منذ بداية حملة الثامن من نوفمبر بأنّ المرشح الجمهوري هو الأقرب إلى حسم السباق، ليس من خلال استطلاعات الرأي، ولا من خلال التصريحات المثيرة للجدل والمعادية للأقليات، بل انطلاقا من وعوده لإسرائيل التي فاقت كلينتون بكثير، فقد أعلن دعماً لامشروطاً لدولة الاحتلال، كما أكد على أنّ أيّ مساس بها يعدّ مساساً بأميركا.
أحالتنا المصادقة على قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب، أو ما يصطلح عليه بـ "جاستا"، بنسبة فاقت 90% من أعضاء الكونغرس بمجلسيه، الشيوخ والنواب، مع العلم أنّ أوباما صوّت ضده، على أنّ سياسة الرئيس الحالي انتهت صلاحيتها، وصارت المؤسسة التشريعية الأولى في الولايات المتحدة ترفضها. ومن ناحية أخرى، يعتبر مثل هذا القانون دفعة حقيقية في سباق الانتخابات لدونالد ترامب، صاحب التصريحات المنسجمة مع القانون.
تضعنا خسارة كلينتون المفاجئة أمام أمرين، إمّا أنّ هناك غياب للمصداقية في استطلاعات الرأي التي أجريت، وميل المؤسسات التي قامت بها لكلينتون، أو أنّ الانتخابات الأميركية، وعكس بعض الدول الديمقراطية الأخرى، تتحكّم بها لوبيات تمسك بالمفاصل الحساسة في الدولة، وتساهم بشكل كبير في حسم الصراع كما أشرنا فيما سبق، أو كلاهما.
كتبنا في غير هذا الموضع إنّ فوز كلينتون يعني استمرار السياسة الأميركية الحالية، فبالإضافة إلى أن أوباما وكلينتون من حزب واحد، هناك تقارب واضح بينهما، خصوصاً وأنّه سبق لها أن حملت حقيبة الخارجية، لكن فوز ترامب سيغيّر السياسة الأميركية مظهراً لا جوهراً، فما كانت تقوم به أميركا سراً، أو تحت يافطة معاكسة، ستفعله علناً، وقد تتغيّر السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وخصوصاً ما يتعلّق بالملف السوري، على اعتبار أنّ هناك تقارباً واضحا بين دونالد ترامب والرئيس الروسي بوتين، ما قد يؤثر سلباً على القضية، وعلى عدّة دول في المنطقة، بل ربّما على النظام العالمي ككل.
في حالة كانت تصريحات ترامب العنصرية صادقة فعلاً، وهي غالباً كذلك، ولم تكن مجرّد محاولة لاستمالة الشعب الأميركي وكسب تعاطف المصوّتين قضت أغراضها وانتهت، فإنّ الرجل الجديد في البيت الأبيض سيشكل خطراً على أميركا أكثر من غيرها، وقد يكون بداية مرحلة جديدة في تاريخ بلاد العم سام، خصوصاً وأنّ هذا الشخص الذي لطالما ارتبط اسمه بالمال والأعمال لا يفقه شيئاً في السياسة حسب كثيرين، وقد يراجع عدّة اتفاقيات تجارية في أميركا الشمالية، وربما المنعقدة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، باعتبار أنّ ترامب كان من أبرز المباركين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ما يعني أنّ مرحلته قد تكون بداية انهيار أعظم دولة في العالم.
مقالات أخرى
24 مارس 2017
07 مارس 2017
16 يناير 2017