المرزوقي: الثورة التونسية متواصلة وهناك تحديات حقيقية

13 يناير 2017
شدد المرزوقي على اعتزازه بالثورة التونسية (إلياس غادي/الأناضول)
+ الخط -
عقد الرئيس التونسي السابق ورئيس حزب حراك تونس الإرادة، منصف المرزوقي، ندوة صحافية في الذكرى السادسة للثورة، أكد خلالها أن الثورة التونسية متواصلة وليست قوساً أغلق كما يردد بعضهم، موجهاً انتقاده لمن يحاولون الترويج لفشل الثورة في تحقيق بعض أهدافها، ومن أسماهم بالمتنصلين من الثورة أيضا.

وشدٰد المرزوقي على اعتزازه بالثورة التونسية و إنجازاتها، معتبرا أن أكبر تحدياتها اليوم اقتصادي واجتماعي بالأساس، وأن الفشل في هذا المجال سيصعد من وتيرة الاحتجاحات، بما ينعكس على الاستقرار وبالتالي الاستثمار، ما قد يدخل البلاد في حلقة مفرغة.

وتوقف المرزوقي عند تصاعد الاحتجاحات التي تشهدها مدن تونسية عديدة هذه الأيام، مثل المكناسي وسيدي بوزيد وبنقردان، مندداً بالتعامل الأمني معها، ومؤكداً فشل حكومات ما بعد انتخابات 2014، ومنافسه الرئيس الحالي، الباجي قايد السبسي، الذي قدم وعوداً انتخابية فشل في إنجازها على حد تعبيره، مشككاً في قدرة السلطة على تحقيق نتائج إيجابية في الفترة المتبقية من المدة النيابية.

واعتبر المرزوقي أن ما يردده الرئيس التونسي الحالي من أن سنة 2017 ستكون سنة الإقلاع الاقتصادي غير صحيح.

وشدٰد المرزوقي على احتجاجات بنقردان الحدودية مع ليبيا، مؤكدا أنه كان يولي هذا الملف اهتماما يوميا عندما كان على رأس السلطة زمن حكم الترويكا، وكانت تونس ممثلة بسفير وقنصل في ليبيا، ولكنها اليوم بلا تمثيلية ديبلوماسية هناك، ما تسبب في فشل إدارة الملف الليبي الحيوي، بالنسبة للمناطق الحدودية ولتونس عموما.


وأكد تراجع الحريات وحقوق الانسان، معتبراً أنه لم يكن يتصور أن يعود التعذيب إلى تونس بعد الثورة، ولم يكن يتوقع أن تندد جمعيات وهيئات مدنية بعد ست سنوات من الثورة بعودة التعذيب من جديد، مشيرا إلى أنه كان يؤكد باستمرار لدى إشرافه على مجلس الأمن القومي أنه لن يتسامح في قضايا التعذيب.

 وفي سياق متصل شدد المرزوقي على دعمه المتواصل لهيئة الحقيقة والكرامة، معتبراً أنها من أهم إنجازات الثورة التونسية.

 

وعبّر المرزوقي عن انشغاله من استشراء الفساد في كل القطاعات، الاقتصادية والسياسية والإعلامية، معتبرا أنه لا يمكن محاربة الفساد بمجرد شعارات ومواقف عابرة، وأن مقاومته بالفعل تكون بإحالة كبار الفاسدين إلى المحاكمة، داعيا القضاء، الذي دافع طويلا عن استقلاليته، لتحمل مسؤوليته في مقاومة الفساد.

وفي سياق آخر، أوضح موقع حزبه، حراك تونس الإرادة، في الساحة السياسية، مؤكدا أنه تجاوز قضايا الهوية الوهمية، و الاستئصال والإقصاء، والصراعات الأيديولوجية، معتبرا حزبه في مركز البدائل السياسية المطروحة لتعويض منظومة الحكم الفاشلة إلى الآن، مشدّدا على أنه ليس البديل الوحيد، ولكنه من أهم هذه البدائل الممكنة.

وأكد تشبث حزبه بالخيار الديمقراطي السلمي، وبالتداول السلمي للسلطة.

ولفت المرزوقي إلى أن الدعوات التي يرفعها البعض ضد عودة إرهابيين من بؤر التوتر غير منطقية، إذ تتنافى مع الدستور أولا، ومع مقتضيات العلاقات الدولية أيضا، موضحا ضرورة تطبيق قانون الاٍرهاب، الذي لا يوافق على بعض فصوله ولكنه يقبل به لأنه صادر عن البرلمان، الذي هو السلطة التشريعية الدستورية في البلاد.