المحادثات التجارية غداً: الصين متفائلة وترامب لا ينتظر الكثير... والأسواق تتفاعل

21 اغسطس 2018
صناعة الصلب الصينية متضررة بقوّة من رسوم ترامب (Getty)
+ الخط -

يرصد المراقبون بحذر ما يمكن أن تؤول إليه المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين، والتي تنطلق في العاصمة الأميركية غداً الأربعاء، وتتأرجح التوقعات تبعاً لتصريحات مسؤولي البلدين على وقع حرب تجارية دائرة رحاها بلا هوادة، إذ تتوسّم الصين من المحادثات خيراً، بينما لا يتوقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الكثير.

من بكين، قالت وزارة الخارجية الصينية اليوم الثلاثاء، إنها تأمل التوصل إلى نتيجة جيدة خلال المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة هذا الأسبوع. وأدلى المتحدث باسم الوزارة لو كانغ بهذه التصريحات خلال إفادة صحافية دورية، بعدما قال ترامب إنه لا يتوقع إحراز تقدم كبير في المحادثات المقرر عقدها في واشنطن.

ترامب قال، بحسب وكالة "رويترز"، في مقابلة، إنه ليس لديه "إطار زمني" لإنهاء الخلاف التجاري مع الصين، مشيراً إلى أن مفاوضين صينيين سيصلون قريباً، مضيفا أنه لا يتوقع الكثير من النقاشات متوسطة المستوى.
ومن المقرر إجراء المحادثات هذا الأسبوع، مع بدء سريان رسوم أميركية على بضائع صينية بقيمة 16 مليار دولار، إلى جانب رسوم انتقامية فرضتها بكين على بضائع أميركية بقيمة مماثلة.

ويعقد مكتب الممثل التجاري الأميركي جلسات أيضاً هذا الأسبوع، لبحث اقتراحات بفرض رسوم على بضائع صينية أخرى بقيمة 200 مليار دولار.

هبوط الدولار وصعود الذهب

تصريحات الرئيس الأميركي لقيت صدى في أسواق المال، إذ انخفض الدولار اليوم الثلاثاء، بعدما انتقد ترامب رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي لرفعه أسعار الفائدة، وقوله أمس الإثنين إنه "غير سعيد" بزيادة جيروم باول أسعار الفائدة، مضيفا أن البنك يجب أن يفعل المزيد لمساعدته في دعم الاقتصاد.

ووفقاً لبيانات "رويترز"، تراجع مؤشر الدولار مقابل سلة من 6 عملات أخرى 0.3% إلى 95.596 بحلول الساعة 07:30 بتوقيت غرينتش، بعد أن لامس 95.440 وهو أدنى مستوياته منذ 9 أغسطس/ آب.

ومقابل العملة الأميركية، ارتفع اليورو 0.3% إلى 1.154 دولار. وضغطت المخاوف بشأن تضرر بنوك منطقة اليورو من أزمة العملة في تركيا والضبابية التي تكتنف الموازنة المزمعة للحكومة الإيطالية على العملة الأوروبية الموحدة في الآونة الأخيرة.

ويبدو أن تصريحات ترامب عززت إقبال المستثمرين على الين باعتباره من أصول الملاذ الآمن. واستقر الين دون تغير يذكر عند 110.08 ينات للدولار، مبددا مكاسبه بعدما لامس المستوى المرتفع البالغ 109.775 ينات في وقت سابق. وانخفض الدولار اليوم دون المستوى المهم البالغ 110 ينات للمرة الأولى منذ 28 يونيو/ حزيران.
وارتفع الدولار الأسترالي 0.13% إلى 0.7350 دولار أميركي، بعد أن فاز رئيس الوزراء مالكولم ترنبول في تصويت على زعامة الحزب الليبرالي بفارق ضئيل.

أما أسعار الذهب فقد ارتفعت اليوم الثلاثاء إلى أعلى مستوياتها في أسبوع بدعم من تراجع الدولار. وزاد سعر الأونصة في المعاملات الفورية 0.4% إلى 1194.81 دولاراً بحلول الساعة 7:01 بتوقيت غرينتش، بعدما لامس في وقت سابق 1196.27 دولارا، وهو أعلى مستوياته منذ 14 أغسطس/ آب. وصعد الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.5% إلى 1200.60 دولار.

استقرار الأسهم

أما الأسهم الأوروبية فقد استقرت في المعاملات المبكرة اليوم الثلاثاء، في الوقت الذي سادت حالة من الحذر قبل المحادثات التجارية، وإن كان انخفاض الدولار دعم أسهم الشركات التي تحقق أرباحا في الخارج وتلك المرتبطة بالسلع الأولية.

واستقر المؤشر ستوكس 600 الأوروبي من دون تغير يذكر، من حيث النسبة المئوية بحلول الساعة 7:23 بتوقيت غرينتش. وارتفع المؤشر داكس الألماني 0.2%، فيما استقر أيضا المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني، ودائماً بحسب مؤشرات "رويترز".

وانخفضت الأسهم الأوروبية منذ بداية العام 1.6%، في ظل المخاوف المرتبطة بالتجارة وأزمة العملة في تركيا. واليوم، دعم انخفاض الدولار أسهم الشركات التي تحصد معظم إيراداتها من الخارج. وقدمت شركات السلع الاستهلاكية الأساسية معظم الدعم للمؤشر ستوكس، فيما تلقت أسهم شركات الطاقة الدعم من ارتفاع أسعار النفط.

وعلى رغم أن موسم إعلان أرباح الشركات انتهى إلى حد كبير في أوروبا، فإن أسهم شركة وود لخدمات الحقول النفطية كانت من بين أكبر الرابحين على المؤشر ستوكس، إذ صعدت ما يزيد على 4% بعد أن أظهرت نتائج أعمال الشركة تحقيق أرباح في النصف الأول من العام قرب النطاق الأعلى لتوقعاتها.
كما زادت أسهم شركة التعدين الروسية بولي ميتال 2.1%، بعد أن أصدرت تقريرا ماليا نصف سنوي. وقاد بنك يوسكه الدنمركي قطاع البنوك للارتفاع بعد الإعلان عن أرباحه في الربع الثاني. لكن أسهم بي.إتش.بي بيليتون انخفضت نحو 2%، بعد أن جاءت الأرباح الأساسية للشركة دون التوقعات.

المساهمون