اللحوم في مصر للأغنياء فقط

10 مايو 2014
الأسعار تختلف بحسب الأحياء (أحمد حسين/فرانس برس/GETTY)
+ الخط -

شهدت أسعار اللحوم في مصر قفزة جديدة بقيمة 5 جنيهات للكيلو غرام الواحد، ليراوح سعر الكيلو بين 75 و80 جنيهاً في الأحياء الشعبية ويصل إلى 110 جنيهات في المناطق الراقية، وبذلك يصل مجمل الزيادة في أقل من شهر واحد إلى 10 جنيهات.

وفي حين اشتكى المواطنون من ارتفاع الأسعار، وعدم جودة لحوم الحكومة إن وجدت، أعلنت وزارة الزراعة المصرية، أنه ابتداءً من الأحد المقبل ستُطرح كميات من اللحوم البلدية والمستوردة من العجول والأبقار والجاموس والأغنام، بأسعار مناسبة للجمهور، وذلك من خلال منافذها الثابتة والمتنقلة في المحافظات المختلفة.. وستقام شوادر في عدد من القرى في المحافظات المختلفة، بالإضافة إلى عشرة سيارات جديدة سيتم تسييرها لبيع السلع الغذائية واللحوم للمواطنين.

 

بين النوعية والسعر

وقال الموظف في مصلحة الضرائب حمدي عبد اللطيف لـ"العربي الجديد" إن "شوادر الحكومة غير موجودة في المناطق الشعبية، وإن وجدت فهي تبيع اللحوم سيئة النوعية، وتجبر المواطن على شراء اللحم بالدهن، ولا يستطيع المواطن اختيار القطع التي يريدها، ما يعتبر اذلالاً للمواطن، لكننا نلجأ إليها لرخص ثمنها مقارنة بأسعار اللحوم لدى الجزارين".

وطالب عبد اللطيف الحكومة بتوفير شوادر في الأحياء الفقيرة بدلاً من تركزها في الميادين الكبرى البعيدة عن المواطنين.

وتقول ربة المنزل فتحية عبد المجيد، القاطنة في  حي بولاق (أحد الأحياء الفقيرة في الجيزة) إن اللحوم أصبحت للأغنياء فقط بعدما شهدت أسعارها موجة من الغلاء لم تشهده من قبل.

وأوضحت فتحية لـ"العربي الجديد" أن الفقراء أصبحوا عاجزين عن شراء اللحوم، بعد ارتفاع أسعارها  بقيمة تراوح بين  5 و 7 جنيهات مقارنة بشهر أبريل/نيسان الماضي، وأنها اتجهت لتقليل الكمية التى كانت تشتريها.

وأضافت: "كنت أشتري لأسرتي المكونة من زوجي وأولادي الثلاثة كيلو غراماً واحداً من اللحم شهرياً، أما الآن فأشتري نصف كيلو، ونشتري باقي احتياجاتنا من السلع الأساسية الأخرى.

 

الرواتب لا تكفي

من جهته، يقول الموظف في إحدى شركات القطاع الخاص خالد عبد الحي، والمقيم في منطقة العمرانية، إن الأسعار ملتهبة وراتبه لا يتلاءم مع الزيادة الجنونية في الأسعار، لا بل إن "الراتب لا يكفينا أسبوعاً واحداً".

ويضيف في حديث مع "العربي الجديد": "توقفت نهائياً عن شراء اللحم منذ العام الماضي، وعائلتي لا تشم رائحة اللحمة إلا في المناسبات، فأنا لدي ثلاثة أولاد وزوجتي وأمي وأبي، والمرتبات لا تزيد وهي لا تكفي إلا لشراء السلع الأساسية".

ويوضح عبد الحي، أن أسعار اللحوم ارتفعت بشكل ملحوظ ومن دون تحديد الهامش الاعلى للسعر في المناطق الشعبية، مرجعاً السبب الرئيسي في ذلك إلى طمع الجزارين ومحاولة استغلال الظروف وتحقيق أرباح في المواسم المختلفة كفرصة لرفع الأسعار وبعدها لا تنخفض.

وطالب بتكثيف الشوادر في المناطق الشعبية لمواجهة جشع الجزارين، وتوفير اللحوم بأسعار مناسبة، وأيضاً تكثيف الرقابة على الأسواق وتأمين حصول المواطن الفقير على اللحوم بسعر يتناسب مع دخله.

 

الارتفاعات متتالية

 

وأكد تقرير للغرفة التجارية في مصر أن أسعاراللحم الحمراء شهدت ارتفاعات متتالية منذ عيد الأضحى الماضي، وأصبحت لا تستقر على سعر محدد، نتيجة لارتفاع أسعار الماشية.

وأوضح التقرير، أن هناك فجوة واضحة في أسواق العجول المخصصة للتربية، بالتزامن مع زيادة الطلب على العجول في الأسواق نتيجة عودة مزارع التسمين التي توقفت لفترة كبيرة عن ممارسة نشاطها، ما أدى إلى زيادة الطلب وانخفاض العرض وبالتالي ارتفعت الأسعار على المربين، إلى جانب ارتفاع أسعار الأعلاف.

وقال صاحب محل جزارة في الجيزة، خالد عبد ربه، إن "أسعار اللحوم ارتفعت، نتيجة توقف النقل ونقص المعروض في الأسواق. وأضاف أن أسعار اللحوم تتفاوت حسب المنطقة، حيث تزيد في المناطق الراقية عنها في المناطق الشعبية، نتيجة لارتفاع تكلفة الإيجار والحالة المعيشية للسكان.

وطرحت الوزارة كميات من اللحوم الاوروبية المستوردة للبيع للجمهور بسعر 38 جنيهاً للكيلو الواحد من خلال منافذ متنقلة والسيارات الجديدة التي تم تسييرها في القاهرة الكبرى والمحافظات المختلفة، وذلك ضمن بروتوكولات تعاون مع عدد من الدول الأوروبية لاستيراد عجول حية من هذه الدول الخالية من الأوبئة.

كما تم طرح كميات من اللحوم البلدية من مزارع قطاع الانتاج التابع للوزارة، بأسعار تتراوح بين 45 جنيهاً و 50 جنيهاً.

 

دلالات
المساهمون