القدّيس أوغسطين: إرث واحد في فيلم مشترك

25 نوفمبر 2015
(أوغسستين، من جدارية في كاتدرائية قرطاج)
+ الخط -

يمثّل الفيلسوف اللاهوتي أوغسطين (354 - 430)، باعتبار الحدود السياسية الحديثة، إرثاً مشتركاً بين تونس والجزائر، كونه وُلد في طاجستا (سوق أهراس الجزائرية حاليا) فيما عاش معظم حياته، وخصوصاً الفكرية في قرطاج التونسية، ثم توفّي في هيبون (عنابة حالياً).

قبل أيّام، أعلن وزير الثقافة الجزائري، عز الدين ميهوبي، أن البلدين سيشتركان في إنتاج فيلم حول سيرة أوغسطين خلال السنة المقبلة، وهو عمل سيتولّى إخراجه إلى السينمائي المصري سمير سيف.

يعد أوغسطين واحداً من أبرز مفكّري العصر المسيحي الأول، بل إن الكنيسة الكاثوليكية منحته (بعد سنوات من وفاته) لقب القدّيس نظراً لتوظيفه الأدوات الفلسفية في سبيل دعم قضية المسيحيين، واعتبر بعد ذلك من آباء الكنيسة.

تُعدّ سيرة حياة صاحب "مدينة الله" عيّنة لتحوّلات البشرية في القرون الأولى من العصور ما بعد الميلاد، وهو ما قد يعطي الفيلم بعداً عالمياً، إذ إن أوغستين وُلد لأب وثني وأم مسيحية، وحين أُرسل إلى قرطاج تعلّم اللاتينية، ومن خلالها اعتنق الدين السماوي الجديد، ثم ارتحل إلى روما لسنوات قبل أن يعود ليؤسّس رهبانية خاصة به. في هذه السنوات، وضع مؤلّفاته الفكرية التي مثّلت حلقة وصل بين الفلسفة اليونانية القديمة والفكر اللاهوتي الصاعد مع وصول المسيحية إلى الغرب.

لعل البحث عن مشترك بين تونس والجزائر، والقفز على تلك المقولات بتقسيم الشخصيات التاريخية على أساس جغرافي حديث، كالذي نراه مع ابن خلدون مثلاً، يمثّل خطوة مهمّة في سبيل عمل ثقافي مشترك يمكن أن يكون درجة للمرور إلى مخاطبة الذائقة الفنية العالمية، خصوصاً أن عملاً كهذا يستند إلى شخصية هي بالأساس عالمية، من النادر أن يجري ربطها بالأماكن التي عاشت أو وُلدت فيها.


اقرأ أيضاً: أفلام التعزيم: إلى أن ينطق الشيطان

المساهمون