العصفور الأبيض... صباح الخير (1)

22 اغسطس 2018
+ الخط -
كعادتي كل صباح، ذهبت إلى شرفتي لأتفقد العصفور الأبيض الذي تعود هو الآخر أن يأتي إلى ذات المكان كل صباح فيسمعني شدوه وصوته العذب.

اليوم، جريت إليه مبتسماً كدأبي معه وتعلو وجهي ابتسامة أظنه ألفها وأحبها، ولكن على غير عادته أبصرته متجهماً عبوساً حزيناً وصوته ليس هو صوت كل يوم، فكأنما يتغنى بأغنية حزينة غيرت صوته وأتعبت قلبه فبان هذا على وجهه.

بادرته فسألته: ماذا بك أراك متجهما؟ أحدث لك شيء؟
قال: أنت ماذا بك أراك مبتسماً سعيداً؟ فما السبب في هذا؟
قلت: لم لا أكون سعيداً فقد كُتب لي عمر جديد، فاستيقظت بعد السبات، وأكلت بعد جوع الليل، وفتحت صنبور الماء فشربت، ومشيت على قدمي إلى شرفتي دون أن أتكئ على عصى أو أطلب مساعدة من أحد، وصليت وسبحت وسمعت تسبيحي ورأيت موضع سجودي، وجئت إلى حيث مكانك المعتاد فلم أسمع شدوك بل رأيت تجهمك.. فماذا بك؟

قال: اليوم قُطعت الأشجار وبها أعشاشي، فذهبت أطلب العون من البطة صديقتي فوجدتها تبكي..
فقلت لها: ما يبكيك؟
قالت: جفت البحيرة ومات معها أفراخي.

فقلت لها: ليس لنا إلا الصقر فهو الحاكم وكلمته تمضي على الجميع.. نسأله كيف قطعوا دون علمه الشجر وهدموا أعشاشي.
قالت البطة: وأنا أطلب محاكمة من كان سبب في قتل أفراخي ولم يلتفت لا لدمعي ولا لبكائي.

قال الصقر: أتشكون إن فتحت لكم بابي ولم يمنعكم من مقابلتي حجابي، أبعد هذا الشرف تشكون وتتحدثون عن بيت وأفراخ، ماذا دهاكم؟
قلنا: فلتذهب الأعشاش ولتمت الأفراخ ويعيش الصقر الذي شرفنا بمقابلته.. يحيا الصقر .. يحيا الصقر .. يحيا الصقر.

59257FF4-4542-4A2B-849A-E42302D56A06
مجدي جودة

مستشار قانونى ومحام.. لى مؤلفين بدولة قطر أولهما المحاماة بين الماضى والحاضر، والثانى القضاء بين الشريعة والقانون.أحلم بوطن يسع الجميع لا إقصاء فيه لأحد ولا تمييز لأحد على حساب أحد.