السنتور... رحلة آلة من الشرق إلى الغرب

10 ابريل 2016
100 وتر و100 مفتاح (Getty)
+ الخط -
تنتمي آلة السنتور أو السنطور أو السنطير، الوترية إلى حضارات حوض البحر المتوسط، وإن كان ثمة تنازع على أصولها بين الأمم؛ وما إذا كانت فرعونية المنشأ، أم آشورية أم بابلية أم فينيقية.

ولفظ "سنتور" معرب من الفارسية، التي تنسبها إلى نفسها أيضاً. وقد وُجدَت رسوم وآثار تنتمي لكل تلك الحضارات. والروايات المدونة عن تاريخ الآلة وتطورها متعددة. وفي كتاب "الميزان في علم الأدوار" لصفي الدين الحلي، يُشار إلى أنَّ أوَّل من أظهرَ آلة السنطير ورتب أوتارها هو، صفي الدين الأرموي البغدادي، المتوفى سنة 693 هـ.

تشبه هذه الآلة إلى حد كبير آلة القانون، غير أنَّ العزف عليها يكون بعصوين دقيقتَيْن، لا بريشة الأصابع كما في القانون، كما أن أوتارها معدنيَّة صلبة، في حين أنَّ أوتار القانون تُصْنَع من جلد أمعاء الحيوانات.

ويبدو أن تطوُّر آلة القانون عليها، قد أثَّر على انتشار السنتور، فهو لم يدخل حتى الآن في الأوركسترا العالمية، وبالرغم من ذلك فإنها تظلّ آلة عزف تقليدية مُحبَّبة لدى العديد من شعوب العالم حتى الآن، كشعوب البلقان وجنوب إيطاليا واليونان ولدى غجر أوروبا وإيران.



وفي السينما العالمية، حظي السنتور بوجود خاص في موسيقى فيلم "زوربا اليوناني"، ويُحْظَى متحف الآلات الموسيقيّة القديمة في القاهرة بنموذج قديم من هذه الآلة. وفي الوطن العربي تحظى الآلة بوجود خاص في العراق، حيث ارتبطت بالمقام العراقي. ويُدرَّس العزف على آلة "السنتور" في معهد الفنون الجميلة ببغداد، ومن أشهر العازفين العراقيين، عبد الله علي وأكرم العراقي وأمير الصفار وغازي محسوب الزاوي وغيرهم.


ونظراً لمرور الآلة زمنيَّاً ومكانيَّاً على العديد من الشعوب والحضارات، فقد مرَّت بمراحل متعددة، إلى أن وصلت إلى شكلها الحالي، وأشهر صورها تلك التي تتكون من 25 وترا مصنوعاً من سلك معدني صلب، مقسمة ومشدودة بشكل رباعي، كل أربعة أوتار لها درجة صوتية واحدة. وبذلك يبلغ عدد الأوتار 100 وتر، مع 100 مفتاح، ويتوزع كل مفتاح لوتر منها لضبط الأنغام والدرجات الصوتية.

المساهمون