قالت مصادر مصرفية ومتعاملون في سوق الصرفة اليمنية، اليوم الأربعاء، إن الريال اليمني واصل تراجعه أمام الدولار الأميركي، حيث هوى في السوق الموازية إلى 300 ريال للدولار، وهو أدنى مستوى له على الإطلاق.
ويأتي هذا التهاوي بعد شهر ونصف من قرار البنك المركزي اليمني خفض سعر العملة المحلية إلى 250 ريالا للدولار للشراء و251 للبيع، من 215 ريالا.
واعتبر أستاذ العلوم المصرفية في المعهد الوطني للعلوم الإدارية (حكومي)، طارق ملهي، أن البنك المركزي اليمني لم يستطع إدارة احتياطي النقد الأجنبي المتاح؛ إذ فشل في الوفاء بالتزاماته بتوفير التمويلات اللازمة لاستيراد المواد الغذائية الأساسية والأدوية".
كما فشل المركزي اليمني، وفق ملهي، في "تحقيق الاستقرار في سعر صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية".
ورأى طارق ملهي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "البنك المركزي أسهم، من خلال سوء إدارته للسياسة النقدية، في نشوء أزمة صرف ورفع مستوى التشاؤم لدى المتعاملين في السوق النقدية اليمنية، مما قوّى دور (غربان السوق) لتتصدر محددات تشكيل سعر صرف الريال مقابل الدولار الأميركي"، على حد قوله.
وتوقع أن يستمر تهاوي العملة اليمنية أمام نظيرتها الأميركية إذا لم تحصل الحكومة على ودائع ومساعدات، بصورة مستعجلة، خاصة من دول الخليج.
من جانبه، قال القائم بأعمال مدير عام مصرف الكريمي (تجاري)، علي الكريمي، إن المشكلة تكمن في وجود طلب كبير على الدولار مقابل عرض قليل.
ويعاني اليمن ضائقة مالية غير مسبوقة منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وتوقف تصدير النفط، الذي يؤمن نحو 70% من إيرادات البلاد، إضافة إلى توقف جميع المساعدات الخارجية والاستثمارات الأجنبية.