الرقة السورية... عروس الفرات الغارقة بالركام

13 أكتوبر 2018
المدينة غارقة في الدمار (Getty)
+ الخط -

تئن الرقة السورية تحت وطأة ركام أبنيتها المدمرة، التي لا تزال تدفن تحت أنقاضها آلاف الجثث من أبنائها الذين قضوا بغارات للتحالف الدولي خلال استهدافه المدينة التي خضعت لسيطرة مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي قبل عام ونصف من الآن.

ووصفت منظمة العفو الدولية المدينة بأنها "غارقة في الدمار"، وقالت المديرة العامة للبحوث في المنظمة آنّا نيستات، لوكالة "فرانس برس" على هامش مؤتمر صحافي عقد في العاصمة اللبنانية بيروت: "إن الوضع في مدينة الرقة صادم على الصعد كافة، فهي مدمرة بشكل كامل، وسويت 80 في المئة من مبانيها بالأرض، ويوجد أماكن عديدة دفن فيها عشرات الآلاف من الأشخاص".

ويقول ابن مدينة الرقة، جابر عبد الهادي (45 عاماً) لـ"العربي الجديد": "كنا نحلم بزوال تنظيم "داعش" وتحطيم قبضته التي لطخت المدينة بالدم وسلبتنا حقوقاً كثيرة ووضعتنا في دائرة الرعب والترهيب، حتى جاء التحالف الدولي ومليشيا قوات سورية الديموقراطية "قسد"، كنا نظن في البداية أن أميركا ستكون نصيرة لنا وستحقق لنا الحرية وتؤمن لنا الظروف الإنسانية للحياة داخل المدينة، لكن على العكس تماماً وقعنا ضحية أوهام لا أكثر، فالتحالف الدولي و"قسد" دمرا المدينة فقط وقتلا أبناءها".

ومن ناحية الخدمات، يوضح المتحدث أنها لا تصل لأدنى مطالب المدنيين، لافتاً إلى أنّ أوجه التشابه بين "قسد" وتنظيم "داعش" حاضرة في كثير من الأمور، كالقبضة الأمنية والترهيب والضرائب، "هي مسميات مختلفة لذات الجوهر والمعاناة التي يعيشها أهالي الرقة".

ويضيف: "عدد أهالي المدينة لا يتجاوز بضعة آلاف، فلا مكان للعيش فيها،
والشتاء قادم، البيوت التي بقيت عامرة أو جزء منها قد لا تكون صالحة للسكن في الشتاء، جدرانها تشققت وأسقفها كذلك تصدعت جراء القنابل التي ألقاها التحالف، فضلاً عن الخدمات المنعدمة وانتشار الآفات في المدينة.

بدورها، تصف سمر الأحمد الرقة بأنها "مدينة مقابر"، فلا يكاد يمر شهر عليها دون اكتشاف مقبرة جماعية تضم رفات أبناء الرقة، "صرنا نخاف من هذه القضية، فالمقابر منتشرة في كل مكان، كذلك هناك الألغام ومخلفات الحرب التي تجعل الحياة صعبة جداً".

وتردف الأحمد لـ"العربي الجديد": "كل ما قد يصبرنا على الحياة في هذه المدينة هو نهر الفرات الذي يحمل بين مياهه بصيص أمل لنا، ولا سيما أن جزءاً من بيتنا لا يزال قائماً وعملنا على ترميم الجزء الآخر، وحالنا أفضل بكثير من الأهالي هنا".


أما عمار أبو الهدى، فيقول لـ"العربي الجديد": "الحياة شاحبة في الرقة، والناس تقاوم كل الدمار والخراب فيها بالابتسامة، فالمدينة المعروفة بتاريخها العريق التي تجاوز عدد سكانها 230 ألف نسمة، دمرت بطريقة ممنهجة منذ سيطرة تنظيم "داعش" عليها وصولاً للتحالف الدولي و"قسد"، فأصبحت مدينة ركام وأنقاض، لا أظن أن عودة البهجة لعروس الفرات ستكون سهلة".