الخوف يسيطر على سكان دمشق بعد تجدد قصف الأحياء بالهاون

17 نوفمبر 2017
الحركة محدودة في شوارع دمشق (سمير بويداني/Getty)
+ الخط -


تتزايد مخاوف أهالي دمشق من قذائف الهاون والقذائف الصاروخية، ويتوجس كثيرون من التنقل بين الأحياء، وخاصة في القسم الشرقي من المدينة، في ظل عودة القذائف التي تسببت بسقوط عشرات الأشخاص بين قتيل وجريح.

يكفي أن تستقل إحدى حافلات النقل العام المتجهة إلى القسم الشرقي من دمشق، من منطقة باب مصلى أو سوق السويقة أو حي الشاغور إلى باب توما ومن ثم باب شرقي أو القصور أو منطقة كراجات حلب والعدوي إلى السبع بحرات وما بينها من أحياء، حتى تلمس أن هناك وضعا غير طبيعي في حركة الناس.

الحافلة ليست مكتظة كعادتها، وكلما اقتربت من خط القتال بين قوات النظام والفصائل الطائفية من جهة والفصائل المعارضة المسلحة من جهة أخرى، يصبح الصمت سيد الموقف، فالركاب يتوقعون وقوع انفجارات، وتراقب أعينهم الأجواء وكأنهم يترقبون سقوط إحدى القذائف عليهم.

تكسر فتاة في الثلاثين من عمرها الصمت قائلةً "متى يخلصنا الله من هذا الوضع، والله دمنا عم ينشف بعروقنا، بعدما قلنا هدأ الحال واستبشرنا خيرا، رجعنا مثل قبل"، فيرد رجل تجاوز الستين من العمر يجلس بالقرب منها، مطمئناً إياها "لا تخافي يا ابنتي، إن شاء الله ما يصير إلا الخير، والله يحمي الجميع".

كما يشير أصحاب المحال التجارية في دمشق إلى أن حركة البيع تراجعت خلال اليومين الأخيرين، ويقول أحدهم لـ"العربي الجديد"، إن "الناس أصبحوا يخففون من حركتهم كلما تجددت المعارك شرق دمشق، أو في الغوطة الشرقية، فلا أحد يدري أين ستسقط القذيفة".

ويقول سامي، وهو شاب في العشرين من عمره، يسكن في شرق دمشق، لـ"العربي الجديد": "كأن الزمن عاد بنا شهورا إلى الوراء، توقفنا عن الجلوس في فناء المنزل، ولم نعد نخرج إلى الشرفة، حتى الغرف المطلة على الشارع نحاول عدم دخولها، كما نسترجع في المساء حكايات كثيرين ممن قتلوا من سكان الحي، ومن أصدقائنا وأقاربنا، من جراء ما كان يسقط على دمشق من قذائف خلال السنوات الماضية، وكأن الحرب بدأت من جديد. الخوف عاد إلى قلوبنا من جديد".

وكان قد قتل 8 أشخاص وجرح نحو 45 آخرين، أمس الخميس، عقب سقوط عدد من قذائف الهاون على عدة مناطق في دمشق، وأفادت مصادر رسمية في تصريحات صحافية، بأن ثلاثة من القتلى هم من عائلة واحدة.