الجزائر: طواقم طبية غاضبة ورسالة من تبون إليها

26 مارس 2020
جهود كبيرة تبذلها طواقم مستشفى بوفاريك (بلال بنسالم/Getty)
+ الخط -
طالبت الطواقم الطبية والعاملون في المستشفى المركزي بمنطقة بوفاريك، قرب العاصمة الجزائرية، وهو المستشفى الذي يستقبل المصابين بفيروس كورونا الجديد، رئيس البلاد، عبد المجيد تبون، بالقيام بزيارة تفقدية للاطلاع على الظروف الصعبة التي يعملون فيها، على خلفية وفاة عضو مساعد في الطواقم بعد إصابته بالفيروس الذي انتقل إليه من مواطنين مصابين.

واحتشد أعضاء الطواقم الطبية وعمال المستشفى في باحته، بوقفة احتجاجية تنديداً بظروف العمل الصعبة، وسوء تسيير المستشفى في ظرف حساس وخطير، ونقص الإمكانات، ومطالبة برحيل رئيس مصلحة الأمراض المعدية، وذلك بعد تسجيل وفاة سائق سيارة الإسعاف الذي يعمل في المستشفى والذي صيب بعدوى فيروس كورونا الجديد أثناء أدائه مهام نقل المرضى.

ورفع المحتجون لافتات تعبر عن الغضب من تعريضهم للخطر من قبل إدارة المستشفى بسبب التهاون، مع تحميلها مسؤولية الوضع المتردي للمستشفى ووفاة العامل، وطالبوا الرئيس عبد المجيد تبون بالقيام بزيارة إلى المستشفى للاطلاع بنفسه ميدانياً على طريقة إدارة الأزمة الوبائية، بدلاً من الاطلاع على تقارير قد لا تكون صحيحة بالضرورة.

وقال المنسق الطبي الداخلي في المستشفى، نور الدين أوقارة، للصحافيين، إنّ ظروف العمل صعبة، وممارسات مدير المستشفى غير موفقة، إذ يعمل على استغلال الوضع للبروز إعلامياً في القنوات، بدلاً من التركيز على العمل. وأضاف أنّ "إدارة الأزمة الوبائية بهذه الطريقة لن تأتي بنتيجة جيدة".

رسالة تبون

وكان الرئيس عبد المجيد تبون قد استبق هذا الاحتجاج، بتوجيه رسالة دعم للطواقم الطبية وأعوان الصحة والصيادلة والمختبرات الطبية في الجزائر عموماً، نتيجة الجهود التي يقومون بها في ظل أزمة الوباء، وقال قبل وقت قليل من احتجاج بوفاريك: "أتابع بفخر جهودكم في مواجهة محنة الوباء، وأصارحكم القول إنّني أحياناً أشعر بالخجل أمام عدم استطاعتي التواجد معكم شخصياً في الميدان؛ من الاختصاصي إلى سائق سيارة الإسعاف، وكلّ أعوان الصحّة وإدارييها في كلّ مكان". وتابع تبون في رسالته: "تحية إكبار وإجلال لكم جميعاً وانتم تُعرّضون حياتكم وحياة عائلاتكم للخطر من أجل إسعاد الآخرين. سيذكر لكم شعبكم العظيم بطولاتكم".


وعبّر تبون عن امتنانه للعاملين في المستشفيات بقوله: "إنّكم مصدر فخر لنا جميعاً لأنّكم تقفون أحياناً بوسائل غير كافية، لكن في الصف الأمامي تخوضون حرباً ضروساً بإرادة حديدية لا حدود لها، في مواجهة وباء فتاك، خبيث لا يُرى بأمّ العين إلا في نتائجه، وهو سائر لا محالة، إلى الزوال بحول الله، لكن متى؟ الله أعلم، وبأيّ ثمن؟ الله أعلم".

ودعا الطواقم الطبية الى مضاعفة الجهد لمواجهة الأزمة الوبائية، وأضاف: "آجال نهاية الوباء لا نتحكّم فيها، والثمن لا نستطيع التنبؤ بحجمه. أدعوكم إلى مضاعفة الجهد، والإبقاء على جاهزية قطاع الصحة عالية، وثقوا أنّ الشعب يثق في قدراتكم ويساندكم، وإنّني إلى جانبكم في كلّ لحظة، لا أميز بينكم إلا بقدر تفانيكم وصبركم على المكاره، وتضحيتكم من أجل التعجيل بالقضاء على كابوس الوباء".

وتوقع تبون تغيراً لافتاً في العالم بعد وباء كورونا الجديد، وقال إنّ "هذا الوباء الجديد على البشرية بهويته المجهولة وسرعة انتشاره، حيّر منظمة الصحة العالمية وأربك القدرات العلمية والتكنولوجية لأكثر الدول تقدّماً في العالم التي تقف عاجزة عن الحدّ من تفشي وباءٍ لم يعد أيّ جزء من الكرة الأرضية في مأمن من شرّه. وما يجري اليوم تحت أعيننا ينبئ بنهاية مرحلة حضارية في حياة الإنسان سوف تنبثق عنها بكلّ تأكيد مرحلة جديدة تشهد وضعاً جيوسياسياً يختلف جذرياً عمّا كان عليه العالم قبل ظهور وباء كوفيد-19".

المساهمون