التانغو في عمّان: اختاري من يراقصك

09 نوفمبر 2016
(الصورة: صفحة تيمبو دانس أكاديمي/ فيسبوك)
+ الخط -
بنظرة سريعة إلى ثقافة الرقص في الوطن العربي، وعلى الرغم من ثراء الرقصات الشعبية فيه، إلا أننا قد لا نجد أيّ رقصة ثنائية شهيرة بين الرجل والمرأة، وإن اعتبرنا أنّ "الدبكة" تجمع النساء بالرّجال في جزءٍ منها إلا أنها أيضًا غير قائمة على الثنائية ما بين الرجل والمرأة. عدا ذلك لم تتطوّر هذه الرقصات كالرقصات العالمية الأخرى، التي استوحت حركاتها من رقصات الفلاحين ومرتادي البارات وتحوّلت إلى رقصاتٍ أرستقراطية، تُدرّس في المعاهد وتُقام لها مهرجانات ومسابقات خاصّة، وانتقلت ثقافاتها من بلدٍ إلى آخر بعيدًا عن موطن نشأتها.

مدينة عمّان استطاعت أن تحتضن العديد من المدارس والاستوديوهات التي تدرّس مختلف الرقصات (سالسا، تانغو، باتشاتا، تشاتشا، رومبا، والتس، فوكستروت، سامبا، مامبو، بوليرو، سوينج... إلخ) إلا أنّ رقصتي السالسا والتانغو الأرجنتيني، تُعدّان من أكثر الرقصات شيوعًا وجماهيرية رغم الفروق الكبيرة بينهما، ووجود عداوة مبطّنة بين راقصيها ومدارسها العديدة نذكر أبرزها:


تيمبو استوديو
يُعدّ استوديو تيمبو من أبرز وأقوى الأماكن التي يتمّ فيها تدريس السالسا بشكلٍ أساسي مع عدة رقصاتٍ أخرى، وقد شهد الأردن ارتفاع في نسبة الشباب الذين يرغبون في تعلّم هذه الرقصة، لأنها رقصة شعبية بأيّ مكان في العالم وتخصّص لها مهرجانات في الدول الأجنبية والعربية، مثل ليالي "السالسا نايت" التي وصلت إلى إحياء ثلاث ليالي راقصة أسبوعيًا في مطاعم عمان.

الكثير من الشباب يرغبون في تعلم هذه رقصة السالسا لتكون وسيلة لتصيّد الفتيات، لأنها رقصة سريعة الإيقاع متداخلة الحركات بطريقة فاتنة، إلا أنّ الذين يواصلون ممارستها يصبح لهم تجمّعاتهم الخاصّة بهم، التي تحرص على تنظيم حفلات راقصة والمشاركة في تظاهرات الرقص عبر العالم.

ويحتاج الراقص المبتدئ إلى سنةٍ من التدريب كحدٍ أدنى ليكون راقصًا جيدًا، وبضع سنوات أخرى ليكون محترفًا، ومما يميّز هذه الرقصة أيضًا أنّ تعلّمها غير مكلف كثيرًا، والاشتراك الشهري يقارب الاشتراك الشهري لنادي رياضي جيّد. للعلم أن "تيمبو استوديو" أحضر مدرسَين احترافيين من الأرجنتين لتطوير هذه الرقصة في عمّان.


ذا تانغو استوديو
من أكثر الأماكن احترافية في عمان لتدريس التانجو الأرجنتيني، هذه الرقصة التي يتجنّب الكثير من الشباب تعلمها لكونها رقصة تبتعد عن الأجواء الصاخبة وتحتفظ بخصوصيتها وإن كان لها جماهيرية عالية، فهي رقصة صعبة أو مملّة في بداية تعلمها، وتجذب أصحاب مزاج خاص في الموسيقى بإيقاعاتها الأهدأ من السالسا، إضافةً إلى ما تحتاجه من عمل على بنية الجسم والتحكّم في حركاته بدقّة عالية.

تسمى حفلات أو أمسيات رقص التانغو بـ "الميلونجا"، وعلى عكس راقصي السالسا الذين يرتدون ما يشاؤون من الملابس اليومية، يحرص راقصو التانجو على ارتداء الملابس الرسميّة السوداء في الأغلب والأحذية المخصّصة لهذه الرقصة.

تعلُم هذه الرقصة مكلف أكثر بقليل من السالسا، خصوصًا أن من يرغب بتعلّم التانغو فإن عليه أن يأخذ دروسًا خاّصة، ويشارك (تانغو استوديو) في مهرجانات الرقص التي تحدث بأوقات مختلفة في بلدان العالم.


أكاديمية آرثر موراي
وهي مدرسة عالمية أنشأت سنة 1912، ولها ما يقارب 1500 فرع في العالم، ويوجد في عمّان أحد استوديوهاتها الذي يتم فيه تعليم رقص "البولروم" بنظام تعليمي محدّد، ينتقل فيها الطالب من مرحلة إلى مرحلة بتعلّم عدد من الرقصات التي تقارب الخمس عشرة رقصة، مع مدربين احترافيين سواء من الأردن أو من بلدان عالمية، ويشارك الراقصون في هذه المدرسة بمسابقات عالمية مخصّصة لرقص "البولروم" حيث سيكون في الأردن هذا العام مهرجان تقام من خلاله مسابقة للرقص الشهر القادم، ويهتبر الإلتحاق بهذه المدرسة مكلفًا جدًا، لذلك يصعب على كثير من الشباب الالتحاق بها، غير أنها المدرسة الوحيدة في الأردن التي تدرّس هذا العدد من الرقصات.

المساهمون