الأمم المتحدة نحو توسيع عملها في جنوب اليمن

18 سبتمبر 2017
نازحون بسبب الحرب (فرانس برس)
+ الخط -

ينوي مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية توسيع دوره في جنوب اليمن، في ظل الحاجة إلى التدخّل الإنساني هناك. وتعدّ الاحتياجات الإنسانية في هذه المناطق كبيرة، ما يتطلب التدخل بسرعة

في أوّل اجتماع بينهما منذ اندلاع الحرب في اليمن الخميس الماضي، أكّد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، جيمي ماكغولدريك، لرئيس الوزراء اليمني أحمد بن دغر، أنّ الأمم المتحدة في صدد توسيع دورها في جنوب اليمن. وبحسب مصدر في الحكومة اليمنية، يُعدّ هذا التطور استجابة جزئيّة لسلسلة من المطالبات الحكومية تجاه الأمم المتحدة، بنقل مكاتبها الرئيسية من مدينة صنعاء "التي يسيطر الانقلابيون عليها إلى مدينة عدن (جنوب)، التي تتخذها الحكومة اليمنية عاصمة مؤقتة لها منذ طرد قوات أنصار الله الحوثيين منها قبل عامين".

ويقول المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، لـ "العربي الجديد"، إن المنظمات الدولية مطالبة بنقل مكاتبها إلى العاصمة السياسية المؤقتة عدن، على أن تُواصل عملها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. ويشير إلى أن المنظمات ستكون أكثر تحرراً من وجودها في صنعاء، خصوصاً أن وجودها في صنعاء هو حصار، كونها لا تستطيع ممارسة أي عمل من دون تدخل الجماعات المسلحة.

ورغم خلوّ المدن اليمنية، التي تسيطر عليها قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، من موظفين دوليين، فقد سارعت بعض منظمات الإغاثة الأممية والدولية مؤخراً، إلى توظيف يمنيين في عدد من تلك المناطق.

شهدت عدن إذاً محادثات بين الحكومة اليمنية الشرعية ومسؤولون من التحالف العربي ومنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية. وقال ماكغولدريك: "نخطط لإرسال المزيد من الموظفين الدوليين إلى مقراتنا في عدن، والذهاب إلى المحافظات التي تحتاج إلى دعم الاحتياجات الإنسانية فيها".

ويحتجّ مسؤولون يمنيون على الغياب الواضح لمنظمات الأمم المتحدة في هذه المناطق رغم الدمار الكبير من جراء حرب الشوارع التي دامت نحو أربعة أشهر، ما أدى إلى تفاقم الاحتياجات الإنسانية لمعظم سكانها، حتى بلغت 100 % في عدن، و90 % في كل من لحج والضالع وتعز (وسط)، ونسب أقل في محافظات أبين وشبوة.

وأعرب ماكغولدريك عن الحاجة "لأن تعمل الوزارات هنا وفي أماكن أخرى بشكل سليم"، لافتاً إلى وجوب تقديم ميزانيات لهم حتى يتمكنوا من القيام بعملهم". وأجاب على بعض التساؤلات التي كان مسؤولون يمنيون قد عبروا عنها في عدد من الصحف، وهي أن "منظمات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لا يمكن أن تحل محل الوزارات، ونحن هنا فقط للاستجابة للاحتياجات الطارئة"، مشدداً على أولويات الاستجابة للكوليرا والأمن الغذائي فى البلاد.



ولفت ماكغولدريك إلى إجرائه محادثات مع مسؤولين من التحالف. وقال: "زرنا القاعدة الإماراتية والتقينا قوات التحالف، الإماراتيون والسعوديون، وتحدثنا عن الوضع الحالي وخطّطنا للتوسع". وأوضح المنسق أنه بحث الوضع الإنساني والخدمات اللوجستية مع رئيس الوزراء أحمد بن دغر، خلال زيارته إلى مدينة عدن. يشار إلى أن المنظمات الإغاثية تتخذ من دولة جيبوتي المجاورة مركزاً للدعم اللوجستي الإغاثي لكامل مدن جنوب اليمن، بحجة أن الوضع الأمني في البلاد غير مستقر.

إلى ذلك، أوضح مسؤول أممي رفض الكشف عن اسمه، لـ "العربي الجديد"، أن لجوء منظمات مثل "أوكسفام" والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة، إلى فتح مكاتب فرعية جديدة في مناطق متضررة، خصوصاً الضالع شبه الريفية، التي ما زالت الحرب فيها مستمرة مع الحوثيين.

من جهة أخرى، يشير المسؤول الأممي لـ "العربي الجديد" إلى أهمية تمدد المنظمات في مناطق الجنوب، والتخلي عن مكاتبها في جيبوتي، وضمان سهولة دخول السلع والمؤن الإغاثية انطلاقاً من عدن، والتي عادة ما تعترضها المليشيات المسلحة على الطريق، خصوصاً إذا ما كانت متجهة نحو مناطق محافظة تعز التي تشهد حصاراً مريراً منذ أكثر من عامين ونصف العام. ويقول المسؤول إن آخر تلك الأحداث تمثلت في نهب شحنة كاملة من سلع تتعلق بالنظافة لمكافحة الكوليرا في صنعاء، والتي كانت منظمة أوكسفام قد خصصتها للتدخل في مناطق الجنوب.

وأعلنت حكومة اليمن المعترف بها دولياً عدن عاصمتها في منتصف عام 2015، بعدما خرجت من صنعاء بسبب الحوثيين. وحظيت الحكومة بدعم من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية منذ مارس/ آذار في عام 2015، بما في ذلك قوات من الإمارات العربية المتحدة.
وخلّف النزاع في اليمن 17 مليون شخص يعانون من نقص حاد في الغذاء، بينهم نحو 7 ملايين شخص على حافة المجاعة. ويعتمد البلد اعتماداً كبيراً على الواردات الغذائية التي قدمها منظمات إغاثية دولية.