الأسير الفلسطيني بلال كايد.. 31 عيداً في سجون الاحتلال

08 يوليو 2016
الأسير الفلسطيني بلال كايد (فيسبوك)
+ الخط -




لم تصنع والدة الأسير بلال كايد، كعك عيد الفطر هذا العام، ولم تبد أي مظهر من مظاهر العيد، لكن العائلة قررت تحويل مظاهر العيد إلى تجمع تضامني مع ابنها الذي يخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام، رفضا لتحويله إلى الاعتقال الإداري بعد أن أمضى 14 عاما ونصف داخل سجون الاحتلال.

وحول الأسير القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بقرار من جهاز الشاباك الإسرائيلي بحجة وجود ملف سري، إلى الاعتقال الإداري في 13 يونيو/حزيران الماضي، وهو ذات اليوم الذي كان مقررا فيه أن يعانق الحرية، ويعود لعائلته حرا من قيد السجان.
وقررت عائلة الأسير كايد، أن تفتح أبواب منزلها يوم العيد لتستقبل رفاق وأصدقاء بلال، وأهالي بلدته في قرية عصيرة الشمالية، شمال مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، وكذلك المتضامنين مع قضيته العادلة.
وقال محمود كايد، شقيق بلال، لـ"العربي الجديد" إن بلال مضرب عن الطعام منذ 21 يوما، ويمتنع بشكل كامل عن كافة المغذيات والأملاح وحتى الفحوص الطبية، ويضيف: "كان من المفترض أن يكون لبلال 21 يوما بيننا، يجلس معنا ومع والدته التي انتظرته طويلا، لكنه الآن في زنازين سجن عسقلان العسكري، في العزل الانفرادي يقاتل سجانه ويتحداه بصلابة إرادته".
وأبلغ محامي نادي هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عائلة كايد، أن علامات التعب والإرهاق بدت واضحة على بلال، حيث زاره المحامي بسجن عسقلان، وأشار إلى أن وزنه نقص قرابة 24 كيلو، فهو يمتنع عن تناول أية مغذيات ولا يتناول سوى الماء فقط، وقاطع عيادة السجن نهائيا، بحسب شقيقه محمود.
وأضاف: "جهاز المخابرات الإسرائيلي مع إدارة مصلحة السجون عرضا على شقيقي بلال أن يتم إبعاده إلى الأردن مدة أربع سنوات، ومن ثم العودة إلى بلده، إلا أنه رفض بشكل قاطع أي إبعاد خارج الوطن، وأكد أنه سيمضي في إضرابه حتى ينتزع الحرية من سجانه، مشيرا إلى أن بلال يرفض فكرة الإفراج عنه إلى أي مكان سوى بيته وعائلته في عصيرة الشمالية، وهو ما أكدت عليه العائلة أيضا، إذ أنها تقف بجانب قراره وترفض فكرة الإبعاد بل تريد أن يعود إليهم حرا منتصرا.
وبجانب معركة بلال، شبت معركة أخرى قادها أسرى الجبهة الشعبية داخل السجون، فقد قاموا بإضرابين منفصلين خلال الشهر الماضي، وأبلغوا مصلحة السجون أنهم سيبدأون إضرابا مفتوحا عن الطعام خلال الشهر الجاري في حال لم يتم الإفراج عن الأسير بلال كايد، كذلك فإن حراكا شعبيا في فلسطين ودول أوروبية يقوم بفعاليات متواصلة تضامنا مع الأسير.
ويؤكد محمود على أن قضية بلال ليست قضية شخصية، وإنما هي قضية الأسرى جميعا، فما قامت به سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد بلال، جريمة بحق الأسرى الفلسطينيين كافة، وإن مر مرور الكرام، فإن الاحتلال سيكررها مع أسرى آخرين، مشيرا إلى أن هذه فرصة قوية للساسة الفلسطينيين أن يفتحوا ملف الاعتقال الإداري وأن يرفعوه للمحاكم الدولية، والاعتماد على نماذج حية من داخل الحركة الأسيرة كقرار تمديد اعتقال بلال بحجج واهية.
يمر الآن العيد الحادي والثلاثون على عائلة الأسير بلال كايد دون أن يكون بينهم، يفتقدونه بجلساتهم، وأعيادهم ومناسباتهم الصغيرة والكبيرة، ويذكرونه في كل يوم، كانت والدته تجهز وتخطط للإفراج عنه لتزوجه، يقول محمود: "أمي كانت ترتب لتعقد قران بلال خلال الأيام الثلاثة للعيد، وقد أعدت مسبقا قائمة بأسماء الفتيات اللواتي ستكون إحداهن زوجته". لكن الاحتلال بدد هذا الحلم.
إلا أن عزيمة بلال، وقوة وصبر عائلته، تمنح الأمل بأن ينتزع نصره من سجانه في الأيام القادمة، فقد أصبح منزل عائلة الأسير بلال مزينا بالأعلام الفلسطينية، ورايات الجبهة الشعبية والصور واللافتات، بالإضافة إلى مكبر صوت يشدو الأغاني الوطنية وأغاني الأسرى، حيث باتت أيام العيد، أيام تضامن مع بلال وعائلته، ويتم استقبال أصدقائه ورفاقه وأحبته، وفق ما قال شقيقه.
المساهمون