اشتداد التنافس بين أوباما ونتنياهو على تأييد اليهود الأميركيين

05 اغسطس 2015
أوباما: مستعد للقاء نتنياهو (Getty)
+ الخط -

بلغ التنافس بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي، باراك أوباما، على تجنيد اليهود الأميركيين لصالح الاتفاق مع إيران ذروته، عندما استضاف أوباما، أمس الثلاثاء، في البيت الأبيض ممثلين عن عشرين منظمة يهودية أميركية وناشطين يهود، لعرض موقفه من الاتفاق النووي مع إيران، والتأكيد على أنه في حال تم شن هجوم على إيران فإن إسرائيل هي التي ستدفع الثمن.

ووفقاً لما أوردته صحيفة "هآرتس"، فقد أبلغ أوباما رؤساء المنظمات اليهودية أنه في حال  جاءت حملة اللوبي اليهودي "إيباك"، والمنظمات الأخرى، ضد الاتفاق غير موضوعية، فإن من شأن ذلك أن يحدث شرخاً في صفوف يهود الولايات المتحدة، وأن يلحق ضرراً بالعلاقات الأميركية ـ الإسرائيلية.

ونقلت الصحيفة عن رئيس منظمة "المجلس اليهودي الديمقراطي"، غريغ روزنباوم، الذي شارك في اللقاء، أن أوباما استعرض أمام رؤساء المنظمات اليهودية كافة الادعاءات التي يسوقها نتنياهو ضد الاتفاق، ثم رد عليها جميعاً، وأنه قدم طرحاً شاملاً ومنطقياً، داعياً معارضي الاتفاق من بين رؤساء المنظمات المشاركة في اللقاء إلى محاولة تقديم دليل على وجود ثغرة في الاتفاق.

وأبلغ أوباما الحضور، بحسب روزنباوم، أنه على استعداد للقاء نتنياهو مثلما التقى قادة دول الخليج، للبحث في الاحتياجات الضرورية لأمن إسرائيل في اليوم الذي يلي الاتفاق، إلا أن "نتنياهو لا يزال غير مستعد لإجراء مثل هذا اللقاء".

في المقابل، أجرى نتنياهو، أمس الثلاثاء، لقاء عبر الإنترنت مع قادة الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة، في محاولة لاستباق خطاب أوباما المقرر، اليوم الأربعاء، أمام جامعة واشنطن.

ودعا نتنياهو قادة المنظمات اليهودية إلى معارضة الاتفاق النووي علناً، مدعياً أنه يجب نقد الاتفاق وفق مضمونه وليس وفق الانتماء الحزبي، وقال نتنياهو: "هذا هو الوقت المناسب لمعارضة هذه الصفقة الخطيرة".

ويحاول نتنياهو، من خلال توجهه للمنظمات اليهودية الأميركية، تصعيد وزيادة الضغوط التي يمارسها اللوبي الصهيوني إيباك على أعضاء الكونغرس، وبخاصة من الحزب الديمقراطي للتصويت ضد الاتفاق عند عرضه على الكونغرس في سبتمبر/أيلول المقبل.

كما يدير "إيباك" حملة دعاية مناهضة للاتفاق، رصد لها بحسب المصادر المختلفة ما بين 20 و40 مليون دولار.

ويسعى نتنياهو إلى تأليب الرأي العام الأميركي ضد الاتفاق، في الوقت الذي أكدت فيه تقارير مختلفة (بينها تقرير رسمي لأحد قناصل إسرائيل في الولايات المتحدة)، أن اليهود الأميركيين منقسمون على أنفسهم، وأن قسماً كبيراً منهم يؤيد الاتفاق، كما أنهم يخشون من تداعيات اتخاذ موقف مناهض لإدارة أوباما خوفاً من تداعيات ذلك على مستقبل قوتهم السياسية وتأثيرهم في الولايات المتحدة.

اقرأ أيضاً: معارك "كونية" في الكونغرس الأميركي لحسم مصير الاتفاق النووي

المساهمون