يواجه اتحاد الكرة الجزائري لكرة القدم "حركة تمرد" تسعى للإطاحة به وبرئيسه خير الدين زطشي، في ظل الصراع القائم بينه وبين الكثير من أعضاء الجمعية العمومية العادية التي ستجرى يوم الخميس المقبل.
وأصدر رؤساء نوادي وروابط للكرة في مختلف أنحاء البلاد بيانات استنكار وتهديد وتنديد بالقرارات الأخيرة التي أصدرها الاتحاد ولجانه القانونية، وآخرها إيقاف رئيس رابطة ورقلة الجهوية، المخضرم علي باعمر لمدة سنتين نافذتين، وتغريمه بمبلغ ألف دولار، من طرف لجنة الأخلاقيات التابعة للاتحاد، عقب إدلائه بتصريحات أكد فيها "عدم شرعية القيادة الحالية لاتحاد الكرة برئاسة زطشي".
وأصدرت لجنتا الأخلاقيات والانضباط قبلها قرارات مماثلة في حق بعض رؤساء الأندية لأسباب مختلفة، على غرار رئيس شبيبة القبائل شريف ملال، ورئيس أولمبي المدية محفوظ بوقلقال، ومدير نادي شباب قسنطينة طارق عرامة، فضلاً عن رئيس شبيبة الساورة محمد زرواطي، ورئيس اتحاد عنابة عبد الباسط زعيم.
وتم تأويل هذه العقوبات على أساس أنها خطة لـ"تكميم أفواه" أعضاء مؤثرين في الجمعية العمومية ومنعهم من حضور أشغال الجمعية العادية التي ستعقد الخميس، إذ تأمل قيادة اتحاد الكرة في تمرير حصيلتيها المالية والأدبية، من دون أن تواجه أدنى معارضة، قد تتسبب في سحب الثقة منها، وبالتالي مغادرتها مقاليد الهيئة الكروية.
وأصدرت الرابطة الجهوية لورقلة بيان تنديد وجهته إلى الاتحاد الجزائري لكرة القدم، مؤكدة تجميد كل نشاطاتها الرياضية، إلى غاية التراجع عن العقوبة المسلّطة على رئيس الرابطة، علي باعمر الذي يعد أيضاً رئيساً منتخباً للجنة الترشيحات على مستوى اتحاد الكرة من مارس/ آذار 2017 إلى مطلع عام 2021.
وجاء في نص البيان: "على أثر المراسلة الواردة إلينا بتاريخ 28 إبريل 2019 من طرف لجنة الأخلاقيات التابعة لهيئتكم، المتضمنة محتوى القضية رقم 007 بتاريخ 28 إبريل 2019 عقوبة السيد علي باعمر بصفته رئيسا منتخبا للرابطة للعهدة الأولمبية 2016 /2020. نحن أعضاء مكتب الرابطة المنتخبون، وبصفة نهائية، قد قررنا تجميد كل نشاطات الرابطة إلى غاية العدول عن هذا القرار المجحف في حقنا وحق الجنوب الكبير الذي يحمّل على عاتقنا تسيير شؤون كرة القدم بالمنطقة".
وسار عدة رؤساء أندية وروابط ولائية وجهوية على خطى رابطة ورقلة، في خطوة للضغط على اتحاد الكرة ومحاصرته، قصد التأثير على قيادته ومسانديه قبيل موعد عقد الجمعية العادية، حيث أعلنت رابطة عنابة الجهوية إلى جانب أربع رابطات ولائية من شرق البلاد وهي كل من عنابة، سوق أهراس، قالمة وتبسة، مساندتها لرئيس الرابطة الجهوية لورقلة. وأصدرت الرابطات المذكورة بياناً مشتركاً رفضت فيه العقوبة المسلطة على باعمر وأعلنت مساندتها له. كما تواصلت "حرب البيانات" بصدور أخرى عن أندية ولايتي غرداية والوادي، حيث تم الإعلان عن الدعم المطلق لعلي باعمر ورفض العقوبة المسلطة عليه.
كذلك انتشر بيان "مريب وخطير" منسوب لـ"أندية الجنوب" يكشف عن عزم هذه الأندية إنشاء اتحاد كرة جديد يحمل اسم "الاتحاد الجزائري لكرة القدم-الواحات"، وقال البيان بأن هذه الأندية لا تعترف بالاتحاد الحالي كونه "يفتقد الشرعية".
وإلى جانب الحملة المضادة التي شنتها الروابط المذكورة، تحضّر أطراف نافذة ومحسوبة على القيادة السابقة للاتحاد برئاسة محمد روراوة "في الخفاء"، من أجل تنسيق جهودها وتحضير "مخطط مشترك" لمواجهة قيادة اتحاد الكرة وتأليب أعضاء الجمعية العامة خلال انعقاد الأشغال الخميس، في محاولة للانقلاب عليها، ورفض المصادقة على الحصيلة المالية والأدبية، ما يؤشر إلى أن أشغال الجمعية ستكون ساخنة جدا ومثيرة، وحاسمة، سواء بالنسب للقيادة الحالية أو المعارضة.