إنهم يكتبونني

09 يونيو 2015

نحن في حاجة ماسّة إلى الإيمان الأول (Getty)

+ الخط -
ـ "وماذا بعد؟، أما آن لتعب السؤال أن يُجزى براحة الجواب؟.. هنا يحين دورنا، نستعيد صرخة ذلك الشهيد القديم: احمل صليبك واتبعني!. أما نحن فقد رأينا وثُرنا، أدركنا وثُرنا. آمنّا وثُرنا. هذا الجُعل البشري المقلوب على ظهره ظلما وغدرا وعدوانا، سيستقيم من جديد وسيُبعث إنسانا سويا، رغم كل الوحوش المتحضرة المتآلبة علينا. نحن في حاجة لنارنا القديمة ـ على سذاجتها ـ لأنها الخاص الكامن في أعماقنا، مثل حبة الرمل الكامنة في أعماق اللؤلؤة". 
سميح القاسم من رسالة إلى محمود درويش بتاريخ 27 يوليو 1986
ـ "معك حق، معك حق، نحن في حاجة ماسّة إلى الإيمان الأول وإلى النار الأولى، نحن في حاجة إلى سذاجتنا، نحن في حاجة إلى درس الوطن الأول: أن نقاوم بما نملك من عناد وسخرية، بما نملك من جنون. في الأزمات تكثر النبوءات، وها أنذا أرى وجها للحرية محاطا بغصني زيتون، أراه طالعا من حجر".
محمود درويش من رده على رسالة سميح القاسم بتاريخ 5 أغسطس 1986
ـ "إن تصور النهاية في مسلسل الشقاء في الوضع الراهن هو على الأرجح مبالغة في الطموح، فقد تفاقم سوء التنمية العربية إلى درجة لا يصح فيها طلب تحقيق السعادة على الفور، فاستمرار الهيمنة الغربية، وقد تزايدت بالإحتلال الأميركي للعراق، وبتفوق إسرائيل المطّرد، لا يسمح بالتماس يقظة عربية سريعة، على أنه لا شيء يمنع على الإطلاق، لا السيطرة الأجنبية ولا آفات البنى الاقتصادية، ولا حتى إرث الثقافة العربية مهما ساءت ظروفها الراهنة، من السعي إلى توازن مقبول. ولبلوغ هذا التوازن، فلا بد من تأمين العديد من الشروط الضرورية له، وليست كلها مرتبطة بالعرب، فإن لم يكن بالإمكان توفيرها مجتمعة، فإنه من الممكن توجيه القدر نحو الشرط الأكثر إلحاحا والذي لا خلاص من دونه: أن يتخلى العرب عن الإيهام بماضٍ لا يُضاهى، ليتوصلوا في الختام إلى النظر مباشرة في تاريخهم الواقعي، على أمل أن يعودوا إلى الأمانة عليه".
الكاتب اللبناني الشهيد سمير قصير في ختام كتابه (تأملات في شقاء العرب)
ـ "الشيء الأساسي هو أن تتأقلم. أعلم أنه من الصعوبة في عمري، بل هو مستحيل تقريبا، مع ذلك فبعد كل شيء، منفاي هو لي. ليس لكل شخص منفى خاص به، فقد كانوا يريدون إلصاقي بمنفى غريب عني، لكنهم باؤوا بالفشل، وجعلت منه منفى لي، كيف حصل؟... حتى تبدأ، عليك بالسيطرة على الشوارع، الزوايا، السماء، على المقاهي والشمس، وما هو أهم، على الظل. عندما يتوصل المرء للإحساس أن شارعا ما لم يعد غريبا، عندها فقط يتوقف الشارع عن النظر إليه كغريب".
ماريو بنيديتي من رواية (ربيع بزاوية مكسورة) ترجمة علاء شقفة
ـ إذا أمكن للإيمان أو السياسة أو الحيوانية النيل من اليأس، فلا شيء ينال من الكآبة، إنها لا يمكن أن تتوقف إلا مع آخر قطرة من دمنا. في عالم لا كآبة فيه لن يكون أمام العنادل غير التجشؤ.
إميل سيوران
ـ "كان هذا هو الشيء المتعلق بالمطر الذي تشبّهه بالحزن: إذ إنك تبذل قصارى ما بوسعك لكي لا يلمسك شيء، وأن تظل سليما وجافا، لكنك إذا فشلت، وعندما تفشل، تأتي اللحظة التي تبدأ ترى فيها المشكلة، لا كقطرات، بل كسيل جارف، ولذلك تقرر أن تتبلل حتى العظم".
إليف شفق من رواية (لقيطة استانبول) ترجمة خالد الجبيلي
ـ "بعض الأشياء تكون فيها الفوضى العامة هي المنهج الصحيح".
هيرمان ميلفيل من (موبي ديك)
ـ "إنه الشباب يا عزيزي يبدأ رافضا لكل شيء، لكنه ينتهي في النهاية عند نقطة أقل طموحا بكثير مما تمرد أجدادنا عليه، كلنا فعلنا الشيء نفسه، ولم نجد في نهاية عمرنا ما نفعله سوى إعادة قراءة الأوديسة".
طارق إمام من رواية (الحياة الثانية لقسطنطين كفافيس)
ـ "أظن أن هناك شيئا أكثر من الشهوة، لا يمكنك أن تفهم توقي، إنه كما لو كنت أجاهد من أجل سلام لم يُحلم به، إن هذه المرأة مرفأ كل مطالبي، إنني لا أفكر فيها كشيء مؤنث له ذراعان ونهدان، وإنما كلحظة سلام بعد اهتياج عظيم، عطر بعد وسخ زنخ".
جون شتاينبك من رواية (كأس من ذهب)
605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.