إنتر سباليتي.. شوكة أخرى في حلق يوفنتوس

23 اغسطس 2017
إنتر ميلان يبدأ مسيرة مميزة في الدوري الإيطالي (Getty)
+ الخط -


بدأ الدوري الإيطالي مشتعلاً على غير العادة، بعد فوز كل الكبار في الجولة الأولى، واستعاد يوفنتوس توازنه بعد السقوط المدوي وغير المنتظر أمام لاتسيو في السوبر، عندما خسر في الدقيقة الأخيرة بهدف قاتل بعد أن قلب تأخره بهدفين إلى تعادل قبل النهاية.

ورغم فوز السيدة العجوز على كالياري بسهولة، إلا أن عوامل عديدة قد تجعل طريقهم هذا الموسم غير مفروش بالورود كالسابق، فالصدمة الأوروبية بعد الخسارة في النهائي ضد ريال مدريد لا تزال حاضرة، والمشاكل التي عصفت بأكثر من لاعب كداني ألفيش وبونوتشي لن تُمحى بسهولة، لذلك لم يعد البطل مثل السابق، بل أصبح الشك هو المسيطر على معظم التفاصيل الصغيرة بتورينو.

تعاقد حامل اللقب مع الفرنسي ماتويدي قادماً من باريس، ويمتاز الوافد الجديد بالسرعة في التحولات، والقدرة على شغل المساحات بين العمق والأطراف، لكن تبقى المشاكل قائمة بسبب عدم توفر لاعب ارتكاز دفاعي صريح، يخرج بالكرة من الخلف إلى الأمام، ويبني الهجمة بالقرب من خط الظهر دون خوف، بالإضافة إلى انخفاض مستوى ماركيزيو وعدم إيجاد البديل الذي يملأ فراغ بيع بوغبا، الفرنسي البارع في الاختراق والتسديد وشغل كافة مراكز الوسط، حيث أن بيانيتش نفسه يلعب أكثر في نصف ملعب المنافس، ويقل مستواه كثيراً كلما عاد إلى مناطقه، وبالتالي تتمحور الملاحظة الأولى حول انخفاض قوة يوفنتوس مقارنة بالمواسم الماضية، رغم الصفقات الأخيرة كدوغلاس كوستا وبرنارديسكي والبقية.

قوة المنافسين
يعتبر فوز لاتسيو على يوفنتوس في السوبر حدثاً جديداً على الكرة الإيطالية مؤخراً، فاليوفي لا يخسر بسهولة محلياً عندما يصل للنهائي، وحتى إذا سقط فإنه يفقد اللقب بركلات الجزاء كما فعل ميلان معه منذ سنوات، لكن هذه المرة تفوق فريق العاصمة بشكل واضح، على مستوى اللعب العمودي المباشر من الخلف، واستغلال الفرص أمام المرمى، بالإضافة لامتلاكه خاصية النفس الطويل لاقتناص الانتصار مع صافرة الحكم، ليكون هذا اللقب بمثابة جرس إنذار جديد لبطل الدوري، فمعظم المنافسين أصبحوا في وضعية أفضل، سواء على مستوى الخبرات أو التدعيمات الجديدة.

يسير ميلان بخطى ثابتة نحو العودة إلى القمة، فالنادي اللومباردي مع ملاكه الجدد وإدارته الصلبة يبني فريق الكرة على نار هادئة، البداية مع تقوية الدفاع بأكثر من لاعب سوبر، كبونوتشي وموساشيو، كذلك تعاقد الفريق مع أظهرة سريعة بالكرة ومن دونها مثل رودريغيز وكونتي، دون نسيان لاعب البوكس كيسي وبيليا الارتكاز الدفاعي القادر على حماية الكرة، بالإضافة للمهاجم الشاب أندريا سيلفا مع انتظار صفقة كالينيتش القريبة بشدة، وبالتالي فإن ميلان سار وفق الخريطة الإيطالية، بالحصول على دفاع قوي أولا وخط وسط مرن، ومن ثم البحث عن مهاجمين في الثلث الأخير.

نابولي أيضاً ليس بعيداً، فماوريزيو ساري يحافظ على طريقة لعبه السلسة، ويدعم فريقه وفق المتاح بصفقات غير مكلفة، ويمتاز ممثل الجنوب بالتجانس اللازم والخبرة المطلوبة، فالمجموعة تلعب معاً منذ فترة طويلة، والمدرب لديه ثقة الإدارة والجمهور، لذلك يستطيع مزاحمة الكبار مع الحلم باللقب البعيد، في حالة جلب إضافة لاعب آخر إلى خط الظهر، وجلب ظهير أيمن قوي هجومياً على خطى فوزي غولام يساراً، لكن في كل الأحوال يبقى نابولي منافساً ومهدداً لسطوة اليوفي محلياً.

إنتر جديد
يحتاج روما لوقت أطول مع مشروع مونشي ودي فرانشيسكو الجديد، لكن إنتر ميلان سحب البساط من الجميع في الجولة الأولى من الكالتشيو، بعد الفوز المريح والمستحق على فيورنتينا بثلاثية نظيفة، من توقيع إيكاردي هدفين وبيرسيتش. ومع كافة هفوات إدارة إنتر بالسنوات الأخيرة، فإن الإدارة فعلت خيراً عندما تعاقدت مع المدرب الخبير لوتشيانو سباليتي، فالرجل يملك خبرة عريضة في إيطاليا، وله باع طويل من المشاركات بالدوري، لذلك يعرف جيداً مشاكل فريقه جديد، ويسعى لحلها منذ اليوم الأول له في ميلانو.

تخلص سباليتي أولاً من النقاط السوداء داخل النادي، المجموعة التي حصلت على أكثر من حقها بارتداء قميص الإنتر، كجيفري كوندوجبيا وبيابياني وموريلو وبالاسيو، مع رحيل كبار السن كاللاتيني غاري ميديل، ليضع المدير الفني الجديد قاعدته الأولى في الجوزيبي مياتزا، بالتركيز على مجموعة جديدة تماماً، تجيد تنفيذ فكره الهجومي وتتكيف مع أي خطة طارئة، لذلك جاء الاتجاه المباشر بالتعاقد مع أكثر من لاعب في خط الوسط، لأنه أساس خطط لوتشيانو على مر تاريخه.

خطف النادي كلاً من ماتياس فيتشينو وبورخا فاليرو من الفيولا، الثنائي الذي يعرف بعضه جيداً، ليبني المدرب خطته الأولى على الوافدين الجدد. كذلك تعاقد إنتر مع الظهير الأيسر هنريك دالبرت من نيس الفرنسي، اللاعب البارع في شن الهجمات على الخط الجانبي، والذي تعلم الكثير دفاعياً من خلال عمله مع المدرب لوسيان فافر، خصوصاً مع وجود نقطة ضعف كبيرة في هذا المركز بعدم تألق الياباني ناغاتومو وضعف مستواه مقارنة بتطلعات الفرق الكبيرة، وإغلاق مشاكل العمق تماماً بجلب نجم سامبدوريا سكرينيار، ليلعب جنباً لجنب رفقة البرازيلي ميراندا أمام الحارس هاندانوفيتش.

لن يتغير إنتر في يوم وليلة، لكن أثبتت العين الخبيرة دقة ما تراه بالضبط، ليشتري الفريق مدافعاً صلباً وظهيراً هجومياً، ويغلق ثغرات المنتصف بجلب ثنائي قادر على الاستحواذ والسيطرة ومد الهجوم بالكرات البينية، مع الحفاظ على قوام الثلث الأخير، باستمرار كاندريفا وبيرسيتش وإيكاردي، وتواجد أكثر من ورقة رابحة خارج الخط مثل البرتغالي جواو ماريو والإيطالي الشاب غاليارديني، والمهاجم المعروف يوفيتيتش.

الخطة المتوقعة
يراهن سباليتي على مزيج من 4-3-3 و 4-2-3-1، ويعطي أهمية مضاعفة لثلاثي الهجوم في خططه، من خلال تمركز الأرجنتيني إيكاردي كرقم 9 متحرك خارج وداخل المنطقة، يترجم الفرص لأهداف ويفتح الطريق أمام توغل الجناحين تجاه المرمى، لذلك يلعب الإنتر بالكرواتي بيرسيتش على اليسار، جناح داخلي يتقدم باستمرار في العمق، بينما يحصل كاندريفا على دور لاعب الخط لتوسيع الملعب عرضياً قدر المستطاع.

بروزفيتش هو صانع اللعب على الورق، لكن داخل الملعب يتحول إلى لاعب وسط إضافي لإكمال مثلث الارتكاز رفقة بورخا فاليرو وفيتشينو، ليتعاون هذا الثنائي مع كاندريفا على اليمين، بينما يصعد زميلهم بروزفيتش تجاه الطرف الأيسر، للتغطية خلف بيرسيتش في حالة دخوله منطقة الجزاء، في دلالة واضحة على استخدام لاعبي الوسط والأجنحة بشكل شبه كلي للتسجيل وتهديد مرمى الخصم.

يعرف المدرب الجديد سوء حالة أظهرته، لذلك تعاقد مع دالبرت ثم أنهى الاتفاق الرسمي مع كانسيلو لاعب فالنسيا، ليحصل المدرب على خيارات أفضل من الأسماء الحالية، خصوصاً مع انخفاض مستوى دي أمبروزيو وناغاتومو، لتنجح الإدارة الرياضية في تدعيم عمق المجموعة دون ضجيج أو بريق إعلامي، مع التخلص من الأسماء التي لا تشارك بانتظام، وتخفيض سقف الرواتب ومعدل أعمار اللاعبين ككل.

يعرف خبراء السيريا آ أن تخلي يوفنتوس عن بطولته المفضلة أمر شبه مستحيل، لكن مع العمل المضاعف للمنافسين خلال الصيف الحالي، يمكن للبعض أن يحلم الآن بمشاهدة موسم ناري على الصعيد المحلي، مع إمكانية حدوث المفاجأة في المستقبل القريب، فمن سيكون صاحب الحظ السعيد الذي يخطف أول سكوديتو بعد هزيمة السيدة العجوز.

المساهمون