أدرجت منظمة الصحة العالمية الإدمان على الألعاب الرقمية وألعاب الفيديو بوصفه اضطراباً في الصحة العقلية يعيق أنشطة الحياة اليومية الضرورية، ضمن التصنيف الدولي للأمراض.
ويعتبر قرار المنظمة الصادر عن جمعيتها العامة الثانية والسبعين التي تنهي أعمالها اليوم الثلاثاء خطوة لاحقة لقرارها العام الماضي بإضافة إدمان الألعاب الإلكترونية إلى قائمتها الخاصة بالسلوكيات الضارة وذلك العام الماضي.
ويرد في وصف هذا الاضطراب المرضي، الذي يصبح الاعتراف به رسمياً عام 2022، ويدرج ضمن قائمة التصنيف الدولي للأمراض، أنه "نمط من سلوكيات الألعاب (الألعاب الرقمية أو ألعاب الفيديو) مستمر ومتكرر ينبئ بضعف تحكم اللاعب، وإعطاء أولوية متزايدة للعب مقابل الأنشطة اليومية الأساسية منها النوم والدراسة والنشاطات الاجتماعية والرياضية وغيرها، الاستمرار باللعب بوتيرة متصاعدة على الرغم من حدوث عواقب سلبية".
— World Health Organization (WHO) (@WHO) ٢٨ مايو ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
الاضطراب الناجم عن إدمان اللعب
وأوضحت منظمة الصحة عبر موقعها، أن الاضطراب الناجم عن اللعب في مسوّدة المراجعة الحادية عشرة للتصنيف الدولي للأمراض يعرّف بأنه نمط من سلوكيات اللعب (الألعاب الرقمية أو ألعاب الفيديو) التي تتميز بضعف التحكم في ممارسة اللعب، وزيادة الأولوية التي تُعطى للعب على حساب الأنشطة الأخرى إلى حد يجعله يتصدر سائر الاهتمامات والأنشطة اليومية، ومواصلة ممارسة اللعب أو زيادة ممارسته رغم ما يخلّفه من عواقب سلبية.
وسعياً إلى تشخيص الاضطراب الناجم عن اللعب، يجب أن يكون نمط السلوكيات وخيماً بما يكفي ليسفر عن ضعف كبير في الأداء الشخصي أو الأسري أو الاجتماعي أو التعليمي أو المهني أو مجالات الأداء المهمة الأخرى، ومن شأن هذا النمط أن يكون في العادة واضحاً لمدة 12 شهراً على الأقل.
ويستند القرار المُتّخذ بشأن إدراج الاضطراب الناجم عن اللعب في المراجعة الحادية عشرة للتصنيف الدولي للأمراض إلى استعراض البيّنات المتاحة، وهو يُجسّد توافقاً في آراء الخبراء من مختلف التخصّصات والأقاليم الجغرافية الذين شاركوا في عملية عقد المشاورات التقنية التي أجرتها المنظمة في إطار عملية إعداد المراجعة الحادية عشرة المذكورة.
وجاء إدراج الاضطراب الناجم عن اللعب في المراجعة الحادية عشرة للتصنيف الدولي للأمراض عقب إعداد برامج علاج المصابين بحالات صحية مماثلة لتلك التي تُميّز حالة الاضطراب الناجم عن اللعب في أنحاء كثيرة من العالم، وسيفضي ذلك إلى زيادة اهتمام المهنيين الصحيين بمخاطر الإصابة بهذا الاضطراب، وإلى اتخاذهم بالتالي ما يلزم من تدابير في مجالي الوقاية والعلاج.
وتشير الدراسات إلى أن الاضطراب الناجم عن اللعب لا يصيب إلا نسبة قليلة من الأشخاص الذين يمارسون أنشطة اللعب بالألعاب الرقمية أو ألعاب الفيديو. ومع ذلك، ينبغي للأشخاص الذين يمارسون هذه الألعاب أن ينتبهوا إلى مقدار الوقت الذي يقضونه في ممارسة أنشطة اللعب، ولا سيما عندما يؤدي ذلك إلى استبعاد الأنشطة اليومية الأخرى، وأن ينتبهوا كذلك إلى أية تغيّرات تطرأ على صحتهم البدنية أو النفسية أو على أدائهم الاجتماعي يمكن أن تُعزى إلى نمط سلوكياتهم في اللعب.