أهالي السويداء يحصّنون منازلهم بعد مجزرة "داعش"

30 يوليو 2018
مخاوف من تكرار الهجمات الإرهابية(تويتر)
+ الخط -
لا تزال المجزرة التي ارتكبها تنظيم "داعش" الإرهابي منذ قرابة الأسبوع حديث الشارع في محافظة السويداء. ويتناقل الناس بشاعة ما جرى، ويبدون مخاوفهم من أن يحاول التنظيم تكرار فعلته، ويتعاونون في توفير الحماية للمنازل والأحياء.

كثير من العائلات عملت خلال الأيام الماضية على تحصين منازلها، فأبو عامر (53 عاما)، من سكان إحدى القرى الشرقية في السويداء، قال لـ"العربي الجديد": "دعمت الأبواب الخارجية للمنزل بشكل يصعب خلعه، بأقفال رباعية ودعائم حديدية، كما أضفت إضاءة خارج المنزل عبر عدد من الكشافات، في محاولة لرصد أي حركة مريبة".

وأضاف "كثير من جيراني قاموا بخطوات مشابهة، فنحن لدينا شعور أن خطر الدواعش مازال قائما ولن نرتاح حتى نقضي عليهم جميعا في بادية السويداء".

بدوره قال أبو قصي (47 عاما)، في حديث مع "العربي الجديد"، "الناس تأخذ الحيطة بكل ما لديها من إمكانيات، حصّنا منازلنا، وغالبا ما تجتمع العائلات من نساء وأطفال في منزل واحد، في حين يتناوب الشباب والرجال على حماية أطراف البلدة ليلاً ونهاراً عبر نقاط رصد وكمائن، خوفا من تسلل أي من إرهابيي داعش".

وذكر أن "هناك من الشباب من تبرع لإقامة سواتر ترابية على أطراف البلدة، وهناك من أقام نقاط مراقبة في المنازل المرتفعة، حتى الشباب غير المسلح يساهم في الرصد والمراقبة"، لافتا إلى أن "مجزرة داعش دفعت المجتمع إلى التكاتف بقوة غير متوقعة بعد كل هذا التخريب للمجتمع".

أما أبو عادل (52 عاما)، من أهل ريف السويداء الشمالي، والمشارك في صد اعتداء داعش، قال لـ"العربي الجديد"، إن "المدنيين في البلدات سجلوا بطولات قل نظيرها، هي وحدها من ردت هجوم داعش رغم محاولته بث الرعب في نفوس المجتمع، ومن تلك القصص، أن امرأة جاوزت الستين عاما من العمر، استطاعت وحدها ببندقية أن تحمي أحفادها وزوجة ابنها، كن وحدهن في المنزل في تلك الليلة، لكنها تمكنت من منع مقاتلي التنظيم من الاقتراب من المنزل، وهرّبت عائلتها إلى خارج البلدة".


وتابع "كذلك حال فتى في السادسة عشرة من العمر، استخدم بندقية والده ليحمي والدته وأخوته، فقتل اثنين من الدواعش، وهرّب عائلته، ولم يتمكن مقاتلو التنظيم من النيل منه إلا بحرق المنزل وهو فيه. أما الشيخ السبعيني الذي أخذ قنبلة يدوية من يد شاب كان يهم بالهجوم على أحد قناصة داعش المتحصنين، قائلا له: شبعت من عمري، أما أنت فالحياة أمامك، وركض باتجاه القناص الذي أطلق عليه النار فأصابه برأسه، إلا أن ذلك كان عقب أن رما عليه القنبلة فحوله إلى أشلاء. قصص كثيرة يتناقلها الناس، فتكثر الحمية والحماس بين أبناء المجتمع ليتمثلوا بتلك البطولات".


أما عهد (20 عاما)، إضافة إلى العديد من أصدقائه وهم من أبناء مدينة السويداء، فحصلوا على أسلحة متنوعة، وهم يمضون ليلهم يتجولون في حيّهم خوفا من تسلل أحد الإرهابيين. وقال لـ "العربي الجديد"، "نحاول حماية منطقتنا، ولن نسمح لداعش أو غيره أن يعتدي علينا، وأعتقد أن داعش علم أي أناس يعيشون على هذه الأرض".

وأضاف "قلة من الشباب تجدهم في منازلهم نائمين، فهم إما يتجمعون في الشوارع أو على شرفاتهم يترقبون أن يحدث أي شيء بأي لحظة"، مبينا أن "هناك إقبالا شديدا من المجتمع للتسلح، وهناك من يبيع أثاث منزله ليشتري سلاحا".


وعن المختطفين من السويداء من قبل تنظيم "داعش"، أفادت مصادر مطلعة، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "عدد المخطوفين هو 14 سيدة و16 طفلا وطفلة، وهناك مفاوضات عبر وسطاء لإطلاقهم، لكن لم يحدث إلى اليوم أي تقدم في تلك المفاوضات، في وقت تقدم التنظيم بطلبات تعجيزية، مثل نقل الدواعش من حوض اليرموك إلى اللجاة المحاذية للريف الغربي للسويداء أو إلى الريف الشرقي، وهذا أمر مرفوض من أهالي السويداء، فجل ما يمكن أن يفاوض عليه التنظيم هو قتلاه وبعض المعتقلين من عناصره من الذين اعتقلوا في المحافظة ليس أكثر".

وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن "الأيام القليلة المقبلة قد تحمل تقدما في المفاوضات لإرجاع المختطفات، وهناك وساطة تقوم بدور مهم لحل هذا الملف".