أن تلدغ من الجحر نفسه عشرات المرات

01 أكتوبر 2015
إن لم تكن معي فـأنت ضدّي (فرانس برس)
+ الخط -
السيسي يصافح الراقصات
لا أنسى موقف عدد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والمحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، في 1 يوليو/ تموز 2013 عقب بيان القوات المسلحة المعروف بإمهال مرسي 48 ساعة وإلا سيتم التدخل بعدها، وما قامت به هذه الصفحات من حملات هجومية ضد السيسي والتشهير به ونشر العديد من الصور والتصميمات التي وصلت إلى المساس بشرف هذا الرجل الذي كان، أمس، "وزيراً بنكهة الثورة".


يد واحدة إن توافقت معنا
لم يكن هذا الأمر جديداً، فقد حدث من قبل هذا النوع من "الانقلاب" في الوصف على شخصيات عامة كثر منهم على سبيل المثال "البرادعي، حمدين، عمرو حمزاوي، أحمد ماهر ..إلخ"، فكان تمجيدهم وقت الثورة وتخوينهم وقت مرسي، إلى درجة أن وصل الأمر إلى التشهير بهم من خلال وقائع وتهم كان يتداولها إعلام مبارك بقيادة "عكاشة" في 2010، وأيضاً "عصام سلطان" الذي كان رفيق الثورة، وتم انتقاده وقت الرئاسة لتأييده "أبو الفتوح"، ومن ثم تمجيده مرة أخرى أثناء حكم الدكتور مرسي.

إن لم تكن معي فـأنت ضدّي
كما وصل الأمر إلى تمجيد شخصيات ثم الهجوم عليها وعاد تمجيدها من جديد، وأخيراً ينتهي بهم المطاف بالهجوم عليهم مرة أخرى، منهم "أبو العلا ماضي"، فقد كان رفيق الثورة، ثم تم الهجوم على حزبه ــ وإن كان داخلياً وغير معلن ــ وقت انتخابات الرئاسة، ومن ثم تمجيده مرة أخرى وقت حكم الدكتور مرسي، وأخيراً ظهرت بعض الانتقادات والهجوم عليه، -وإن كانت بطرق فردية- عقب نشر بيان حزب الوسط بعد الإفراج عنه.

السلطات التركية تتحالف مع الصهاينة
ما دفعني إلى الحديث عن هذا الموضوع هو الانتقادات الكثيرة التي تم توجيهها في الفترة الأخيرة إلى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والذي يحظى بثقة وتمجيد كبيرين عند عدد لا بأس به من مؤيدي "الشرعية" بصفة عامة و"الإسلاميين" بصفة خاصة، فقد انتشر خبر قبل أيام، لا أعلم مدى صحته، عن قيام السلطات التركية بتسليم مواطنة مسلمة تُدعى "إيمان كنجو" إلى قوات الاحتلال الصهيوني، بعد علمهم أنها تنوي الانضمام إلى ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية.

تحذير من التفرد
بعد العديد من الشخصيات التي انخدع بها قيادات الجماعة، هل سيستمرون في اللجوء إلى كل من هو مختلف معهم في الفكر لإظهار مدى تسامحهم وتعاونهم وانفتاحهم؟، ألم يكفيهم عشرات الشخصيات العامة التي تخلّت عنهم، سواء بمقابل "مادي أو سلطوي أو تخوفاً أو .. أو .. إلخ" كي يحسنوا اختيار من يمجدوه أم ستستمر الجماعة في دعم كل من يرفع شعار "الانقلاب هو الإرهاب" حتى وإن كان رافع هذا الشعار هو نفسه من أسباب الانقلاب؟، دعنا من طريق التمجيد، هل كل من خالف الجماعة في أي من محطات الكفاح الثوري هو خائن وممول وعميل؟ أخشى أن يأتي الوقت الذي يعلن فيه الإخوان صراحة "أنا فقط لا أحد غيري"!.

(مصر)
المساهمون