"قرطاج" وفولكلور الاحتفاء بشكسبير

21 نوفمبر 2016
(من عرض "أو لا أكون"، تونس)
+ الخط -

تتزامن الدورة 18 من "أيام قرطاج المسرحية" (18 – 26 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري) مع المئوية الرابعة لرحيل المسرحي البريطاني وليم شكسبير والتي تعدّدت الفعاليات هذا العام في الاحتفاء به عالمياً، ولم يكن المهرجان التونسي ليشذّ عن القاعدة، لكن هل نجد طرحاً مغايراً؟

الاحتفاء بشكسبير في "قرطاج" نجده في الندوة الدولية التي ينظّمها المهرجان بالتعاون مع "المجلس البريطاني"، يومي 22 و23 من الشهر الجاري، وتحمل عنوان "شكسبير بلا حدود".

ينقسم برنامج هذه الندوة إلى خمسة محاور؛ "شكسبير من الشمال إلى الجنوب" و"شكسبير من الشرق إلى الغرب" و"شكسبير في أفريقيا" و"شكسبير في المغرب العربي" و"شكسبير في قرطاج". تتوزّع المداخلات بين محاضرات ودراسات نقدية وتاريخية وشهادات؛ من بينها: "شكسبير هناك أكثر من هنا" لـ غريغوري تومبسون من بريطانيا و"شكسبير يتحدّث إلى الأفارقة" لـ كاكو كوني من ساحل العاج و"نصوص شكسبير من موشور التنوّع الثقافي" لـ فاضل جاف من العراق و"شكسبيرنا" لـ محمد كوكة من تونس.

الاحتفاء بشكسبير نلمسه أيضاً على مستوى العروض، حيث تحضُر اقتباساتٌ عن شكسبير في عروض كثيرة، وكذلك ميغيل دي ثربانتس الذي يمثّل هذا العام الذكرى المئوية الرابعة لرحيله أيضاً، من خلال أعمال "روميو وجولييت" لـ ماري فايانا من بلجيكا، و"أو لا أكون" لـ أنور شعفي من تونس، و"وحدة دون كيخوته" لـ ماركو ماغويا من إسبانيا، و"فينوم هاملت" لـ ألبيرتو سانياغو من المكسيك، و"المستقلّون يعيدون اختراع شكسبير" لـ أنطوان لوكياردي من فرنسا، إضافة إلى أن عرض الختام سيكون مع "روميو وجولييت" لـ غازي الزغباني من تونس.

بالطبع لا ننكر القيمة الأدبية والفنية لمسرح شكسبير، لكن الاحتفاء به على طول العالم العربي وعرضه، ليس له ما مقابل في ما يخصّ الثقافة العربية ورموزها وحضورهم في "بلاد الإنكليز" على سبيل المثال. ما يحوّل الاحتفاء المستمر بشكسبير إلى فولكلور مؤسساتي عربي ودمغة إقرار بالمركزية الغربية في الثقافة.

دلالات
المساهمون