"طوارئ" في أسوان بعد ظهور الملاريا

01 يونيو 2014
تتراوح فترة حضانة المرض بين أسبوعين وثلاثة (Getty)
+ الخط -

اكتشفت وزارة الصحة المصرية والمسؤولون في أسوان فجأة، أن هناك الكثير من المستنقعات وبرك المياه الراكدة التي يتكاثر فيها البعوض وتمتلئ باليرقات التي تنتظر التحوّل لتنطلق وتلدغ الإنسان وتصيبه بمرض الملاريا. وغاب عن الجميع الحكمة الخالدة "الوقاية خير من العلاج".

انتظر الجميع ظهور أعراض مرض الملاريا، فتحركت الأجهزة المختصة، وتوجّه وزير الصحة عادل عدوي، إلى محافظة أسوان، وأعلنت حالة الطوارئ في أرجاء المحافظة بوجه عام، وفي قرى مركز أدفو بوجه خاص، وكانت قرية العدوة بؤرة الحدث، وبالأخص منطقة الشيخ مصطفى في القرية.

وكشف ظهور المرض عن عجز في إمكانات وزارة الصحة، حتى إن عدوي اعترف قائلاً: "قمت بالاتصال والتنسيق مع مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، لإمداد الوزارة بمجموعة من الأدوات الطبية التي تستطيع كشف هذا المرض بدقة في وقت قصير وزيادة الرصيد الدوائي المستخدم في علاج المرض".

وعند وصول عدوي، والفريق المصاحب له، لاحظ المسؤولون وجود حفرة عميقة من بقايا محجر مهجور مملوءة بالمياه العفنة الراكدة، ورجّحوا أن تكون المصدر الرئيس للحشرات، فصدر قرار بردمها فورا، بعد رشها بالمبيدات اللازمة للتخلص تماما من يرقات البعوض ومن البعوض نفسه، وبُدئ في الوقت نفسه، برشّ جميع البرك والمستنقعات الأخرى بالمبيدات.

ويرقد حاليا في مستشفى حميات إدفو 14 مصابا، خرج اثنان منهم بعد تلقيهما العلاج وتحسن حالتهما. ويستمر علاج الحالات المتبقية التي تأكد إصابتها بالمرض.

وقال رئيس "القطاع الوقائي" في وزارة الصحة الدكتور عمرو قنديل إن "جميع الحالات مستقرة، وتتلقى العلاج ومتوقع خروجها خلال الأسبوع الحالي". لكنه توقع ارتفاع حالات الإصابة بمرض الملاريا خلال الأيام المقبلة، خاصةً أن فترة حضانة المرض تتراوح بين أسبوعين وثلاثة أسابيع، أي أنه يمكن أن يكون الشخص مريضا ولا تظهر الأعراض إلا بعد هذه الفترة.

ورجّح بعض المسؤولين أن تكون العدوى قد انتقلت "بسبب توافد الكثير من السودانيين"، فالقرية فيها  ما يقرب من ثلاثة آلاف سوداني، فيما قال خبير متخصص في مستشفى الحميات في القاهرة، رفض ذكر اسمه، إن "انتشار مرض الملاريا في أسوان ظاهرة خطيرة، لأن وجود هذه البعوضة في حد ذاتها في مصر يعد أمرا خطيرا. فمصر خالية من هذا النوع من البعوض منذ عشر سنوات، وقد تكون عودته نتيجة المستنقعات الموجودة في المنطقة أو من الوافدين من السودان".

وكي تخلي الوزارة مسؤوليتها، قالت إن "البعوض الناقل لم يتسبب في إصابة أي مواطن بالملاريا، لكن مصدر العدوى جاء نتيجة وجود مجموعة من السودانيين الذين دخلوا إلى البلاد بطرق غير مشروعة، وكانوا حاملين للمرض".

وفي إطار محاصرة المرض، انتشرت الفرق الطبية بقرية العدوة، وحتى إعداد هذا التقرير، تم فحص 592 شخصا وأخذ عينات دم منهم. كما بدأت فرق طبية أخرى في جمع البعوض واليرقات لإخضاعها للفحص وتصنيفها وتحديد مدى خطورتها.

وفي أغرب تصريح لمواجهة المرض، ناشد مدير "وحدة الوباء والترصد" في وزارة الصحة الدكتور سمير الرفاعي، عبر إحدى الفضائيات المصرية، المواطنين في أسوان، بعدم مغادرة منازلهم في الصباح الباكر، أو في وقت الغسق (أول الليل بعد الغروب)، لأنه توقيت نشاط البعوض ولدغه الإنسان، بما يعني التزام الناس بيوتهم وتعطيل أعمالهم ومعاقبتهم نتيجة القصور الحكومي في اتخاذ الإجراءات الوقائية وردم البرك والمستنقعات منذ زمن.

وقد اتخذت الوزارة عددا من الإجراءات الوقائية للتعامل مع المرض، إلى جانب إرسال فريق وقائي من الوزارة لمعاونة الفريق الوقائي في مديرية الشؤون الصحية في أسوان. وبدأت السلطات المختصة في تشديد الإجراءات على الحدود المصرية السودانية وتجهيز الحجر الصحي على الحدود، وفحص جميع القادمين إلى مصر تحسبا لإصابة أحدهم بالمرض. ومن المرجح إغلاق الحدود تماما ومنع دخول أي قادم كإجراء احترازي.  
دلالات
المساهمون