"شغف": محاولة في "العملية الديمقراطية"

"شغف": محاولة في "العملية الديمقراطية"

01 سبتمبر 2016
(تصوير: محمّد أبو غوش)
+ الخط -

يحاول الشباب الأردني التغيير من مخرجات العملية السياسية في البلاد، وتوعية المجتمع بكافة أطيافه لاختيار من يمثلهم في البرلمان المقبل، من خلال تشكيل تحالفات شبابية لمراقبة الانتخابات شعبيًا، وإفراز مرشحين ذوي قدرةٍ وكفاءة.

ويبقى السؤال الأهم: هل تستطيع القيادات الشبابية التأثير على القرار السياسي في الأردن والتغيير من مخرجات العملية الانتخابية؟

التحالف الشبابي الأردني الذي يحمل اسم "شغف"، من التحالفات التي أطلقت أخيرًا لمشاركة الشباب في "العملية الديمقراطية" بكافة أشكالها، وإيجاد مساحة لهم في دوائر صنع القرار، سواء بمجلسي النواب أو البلديات، ومجالس الحكم المحلي، وفقاً لمنسق التحالف محمد الزواهرة.

عن سبب اختيار اسم "شغف"، يقول المنسق العام إن "الاسم مرتبط بشقين؛ الأول معني بالكلمة الحرفية "شغف"؛ وهي رغبة الشباب وشغفهم بصناعة مستقبل وطنهم والانخراط ببناء الدولة الأردنية. أما الشق الآخر، مرتبط بالأحرف الأولى لجملة "شباب، الغد، الفاعل" وهو ما نسعى إليه أن نكون شباب الغد لوطننا".

يوضح الزواهرة لـ "جيل العربي الجديد" أن "التحالف لا يرصد العملية الانتخابية، وليس معنيًا بذلك، بقدر ما هو معنيّ بمراقبة برامج القوائم المترشحة ومدى توافقها مع قائمة المطالب التي نحن بصدد إطلاقها وعرضها على القوائم المترشحة في كل محافظات المملكة، ولدينا قائمة مطالب وطنية ونسعى إلى تشكيل قائمة مطالب في كل محافظة عبر فريق شغف الميداني".

ويضيف "لا نستطيع أن ندّعي أننا الصيغة الكبيرة التي تعبر عن تطلعات الشباب الأردني ولكن نعتقد أن مبادرة كهذه وانتشارها بسرعة غير طبيعية، واقبال الشباب عليها ووجود عمل نوعي لها يعتبر مؤشراً على أن الشباب الأردني متعطش للعمل المجتمعي والسياسي، والأهم أن المبادرة ليست ممولة ولا تتبع جهة رسمية وهي عمل عفوي ممول ذاتياً من الشباب أنفسهم".

وفي ما يخص عدد الأشخاص الذين انضموا للتحالف، يقول الزواهرة: "لدينا أربعة آلاف طلب تقريبًا من كافة محافظات المملكة، وأوقفنا استقبال الطلبات بعد شهر من إطلاق التحالف، لرغبتنا في السيطرة على أعداد المتقدمين، وحتى الأعداد الحالية لم نتعامل معها بأكملها، وذلك لقلة الموارد وكثرة العدد".

يتابع: "المسؤولية علينا ليست مرتبطة بالعملية الانتخابية وبرامج القوائم ومرشحي الانتخابات بكافة أشكالها، إنما سنسعى لتقديم حلول ودراسات للمشاكل الوطنية والمشاكل المحلية في المحافظات، وسنحاول وفق مقدرتنا التواصل مع صناع القرار وايصال صوت الشباب في الكثير من القضايا الوطنية على كافة الصعد".

تقول سلام أكرم بعد أن انضمت إلى "شغف": "وأخيرًا، أصبح للشباب دور فاعل، وباتوا قادرين على التحرك للتغيير، واختيار المرشح الأفضل من خلال عمل مناظرات بين المرشحين".

محمد درويش أحد المؤسسين في "شغف"، يروي لـ "جيل العربي الجديد": "جاءت فكرة التحالف لمراقبة الأداء النيابي داخل المجلس؛ رقابياً وتشريعياً". يضيف: "من أهداف التحالف، توقيع النائب المترشح على مطالب المحافظات والمطالب الوطنية والسعي إلى تحقيقها داخل المجلس"، مشيرًا إلى أنه "من الأسباب التي دفعتنا لتشكيل التحالف، سوء المجالس السابقة من ناحية التشريع والرقابة على الحكومة".

ويوضح درويش: "الذي يدفع الشباب إلى المشاركة في التحالف هو نوعية الطرح الخاص به؛ حيث توجد فرق ولجان خاصة تعمل على تحسين نوعية العمل داخل التحالف وخارجه، وأيضًا لا ننسى أن الشباب يريدون صنع القرار في وطنهم؛ فهم ينضمون لهذه التحالفات على أمل التغيير للأفضل".

رضا ياسين من الشبان الذين لم ينضموا للتحالف، يرى أن مبادرات مثل "شغف" مهمّة لممارسة دور رقابي، وهي تعبّر عن سلوك إيجابي في خضم حالة من السلبية تعيشها الأوساط الشبابيّة نتيجة ما أفرزته قوانين الانتخاب السابقة من مجالس لا تلبي أبسط طموحات المواطنين، إضافة لتغول السلطة التنفيذيّة وسحب الصلاحيّات، مضيفاً أن المطلوب عدم اختزال الدور الشبابي في ممارسة ردود الفعل تجاه السلوكات الانتخابية والبرلمانية، إنما التمهيد لوجود شبابي حقيقي في صلب العمليّة السياسيّة.

وفي ما يتعلق بتأثير الشباب على القرار السياسي، يقول الزواهرة: "أعتقد أن الشباب مغيّب تماماً عن صناعة القرار السياسي، باستثناء بعض الأدوار الطفيفة التي يوضع فيها الشباب، وللأسف حتى هذه الأدوار تكون للتزيين فقط، ناهيك عن أن المؤسسات المعنية بالعمل الشبابي الرسمية فشلت لغاية اللحظة في إيجاد برامج حقيقية تصقل مهارات ومعارف الشباب وتؤهلهم بشكل حقيقي للانخراط في صناعة القرار".

الشباب الأردني اليوم يدفع باتجاه التغيير والبحث عن ممثل حقيقي لهم في مراكز صنع القرار، وبحاجة إلى قيادات شبابية تعبر عن مطالبهم وترفع من وعيهم وتزيد من قدراتهم، ولكن التغيير من دون أدوات لا يصنع شيئًا. وللأسف، فإن الحكومات المتعاقبة ما زالت تهمّش الشباب وتدفعهم بالاتجاه والمسار الخاطئ وعليها الحمل الأكبر، ولا بد أن تلتفت للتحالفات الشبابية وتأخذ بيدها لتغيير واقع ومستقبل الشباب.


(الأردن)

المساهمون