"جنيف 2": توتر واستعصاء ... ولا جلسات يوميّة

11 فبراير 2014
وزير الإعلام السوري عمران الزعبي
+ الخط -

حاول وفد النظام السوري إلى جنيف، في اليوم الثاني للجولة الثانية من "جنيف 2"، تعطيل جلسة المفاوضات الموسعة التي جمعته مع وفد "الائتلاف السوري" المعارض، بحضور المبعوث الأممي، الأخضر الإبراهيمي، وذلك عبر رفضه تكثيف جلسات التفاوض، وهو مطلب "الائتلاف" الذي قدّم "أدلّة على وجود علاقة تربط النظام السوري بتنظيم دولة العراق والشام الإسلاميّة". وكشفت مصادر "الجديد" أن وفد "الائتلاف" شدّد على ضرورة تكثيف جلسات التفاوض وزيادة مدتها، الأمر الذي رفضه وفد النظام بالقول إنه لا يعمل أكثر من ثلاث ساعات يومياً، ويحتاج إلى مشاورة قيادته في دمشق.

وشهدت جلسة اليوم توتراً بين الطرفين، بحسب مصادر "الجديد"، حتى أن الوفدين اختلفا حول الوقوف دقيقة صمت على أرواح الضحايا السوريين. وأضافت المصادر أنّ الإبراهيمي حاول إقرار جدول أعمال الجولة الثانية على أن يتناول القضايا الآتية: وقف العنف ومكافحة الإرهاب، هيئة الحكم الانتقالي، مؤسسات الدولة بين الاستمرارية والتغيير، الحوار الوطني والمصالحة الوطنية، الأمر الذي اصطدم بمعارضة وفد النظام. أكثر من ذلك، وجّه وفد النظام اتهامات مبطنة إلى الأمم المتحدة والمبعوث الخاص، بـ "تنفيذ خطط استخبارية لتفكيك الدولة السورية، من خلال طرح موضوع إصلاح مؤسسات الدولة"، وفق مصادر "الجديد".

وفي الوقت الذي أصرّ فيه وفد "الائتلاف" على اعتبار أن المدخل إلى الحل السياسي في سوريا هو إنشاء "هيئة الحكم الانتقالي"، وذلك للانتقال إلى معالجة مسألة وقف العنف ومحاربة الإرهاب، قال مراسل "الجديد" في جنيف، إنّ وفد النظام كرّر محاولات تعطيل المؤتمر بإصراره على أنه لن يناقش أي موضوع قبل الانتهاء من قراءة توافقية على موضوع "مكافحة الإرهاب". وكان وزير الإعلام، عمران الزعبي، قد أكّد، عقب انتهاء جلسة اليوم، أنّ وفده "لن يناقش أي بند من بنود بيان جنيف تحت أي ضغط أو أي سبب قبل مناقشة وقف العنف ومكافحة الإرهاب والاتفاق حول هذه المسألة بكل تفاصيلها". وأضاف الزعبي أنّ "تبني رئيس وفد الائتلاف لتنظيم الجبهة الإسلامية الإرهابي، يشكل إدانة حقيقية له ويؤكد أنه يتبنى الإرهاب".

وكان وفد "الائتلاف" قد تقدّم بمذكّرة من ست صفحات، بعنوان "تنظيم الدولة الإسلاميّة في العراق والشام ونظام الأسد: من زواج المصلحة إلى شراكة حقيقيّة"، أورد فيها مجموعة من "الأدلة" التي تفيد بارتباط النظام السوري بالتنظيم الذي تشن عليه كتائب "الجيش الحر" و"الجبهة الإسلاميّة" حملة منذ الثالث من كانون الثاني/يناير الماضي.

وأشار مراسل "الجديد" إلى انعدام وجود جلسة مسائية مقررة اليوم، على أن يبلغ الإبراهيمي الطرفين بشأن الجلسات المقبلة، وطبيعتها.

من جهته، قال الابراهيمي، عقب انتهاء جلسة المفاوضات الأولى، إنّه ليس متأكداً من "عقد اجتماعات يومية في إطار المحادثات في الجولة الثانية من جنيف2 كما فعلنا في السابق". واعترف بأن "بداية هذا الأسبوع كانت صعبة جداً، كصعوبة الجولة الأولى". وتابع المبعوث الدولي: "نحن لا نحقق تقدماً كبيرا وسنبذل قصارى جهدنا لجعل هذه العملية قابلة للانطلاق ونحن بحاجة لتعاون الطرفين ولدعم من الخارج". ولفت إلى أنّه سيعقد، يوم الجمعة المقبل، اجتماعاً مع نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، ومساعِدة وزير الخارجية الاميركي ويندي شيرمان، فضلاً عن أنه سيزور نيويورك "في أقرب وقت ممكن لأرفع تقريراً لمجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون".

المساهمون