عاد الشمال الشرقي من سورية، أو ما يعرف بـ"شرق الفرات"، إلى الواجهة كميدان تنافس بين أميركا وروسيا. وزودت وزارة الدفاع الأميركية قواتها بمنظومة صواريخ "هيمارس" في المنطقة التي يملك فيها الروس وجوداً عسكرياً مهماً.
بعد 5 سنوات على عودة سيطرته على الغوطة الشرقية بريف دمشق، يبدو أن النظام السوري لم ينس ثأره من هذه المنطقة التي التحقت بركب الثورة باكراً، إذ يواصل التعامل معها بقبضة أمنية مشدّدة، فيما يحرمها من أبسط مقومات الحياة.
نقلت المليشيات المدعومة من إيران عناصر لها إلى الميادين في دير الزور شرقي سورية، بعد ضربات أميركية طاولت مواقعها وكبدتها خسائر بالأرواح والعتاد، فيما ارتفع عدد القتلى جراء الاشتباكات في مدينة إنخل بريف درعا جنوبي البلاد.
يبدو أن استغلال النظام السوري كارثة الزلزال الذي ضرب سورية وتركيا لن ينتهي قريباً. إذ يترصد النظام وأركانه كل مناسبة ممكنة لمحاولة تلميع صورة بشار الأسد وزوجته أسماء، مستغلين بعض الانفتاح الدولي على وقع كارثة الزلزال.
في غرفة نومها التي دمّر الزلزال واجهتها وجعلها مشرعة على الهواء الطلق، تصرّ أم منير على أنّ الموت وحده يمكنه أن يقتلعها من شقتها التي تحضن ذكرياتها وعائلتها في مدينة حلب في شمال سورية.
تشهد مناطق الشمال السوري تصعيداً في المواجهات بين النظام السوري وروسيا ضد فصائل المعارضة، والقوات التركية و"الجيش الوطني السوري" ضد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، في حين تتواصل تحركات المليشيات الموالية لإيران وتنقلاتها لتعزيز نفوذها.
تستمر لليوم الثاني على التوالي عملية "تسوية أوضاع" المطلوبين للنظام السوري في بلدة المزيريب بريف درعا الغربي، فيما تبرز مخاوف من عملية عسكرية واسعة يحضر لها النظام السوري وروسيا شمال غربيّ البلاد، في ضوء تزايد وتيرة التصعيد العسكري من جانبهما.
واصلت قوات النظام السوري والمليشيات التابعة له، الثلاثاء، عمليات التمشيط في البادية بدعم جوي روسي، شملت توسعة التمشيط باتجاه الحدود العراقية، في حين استمرت عملية التسوية في بلدة اليادودة بدخول قوات النظام من أجل تفتيش منازل والتدقيق في هويات السكان.
قتل وجرح عدد من المدنيين، صباح اليوم الأربعاء، جراء تجدد القصف الجوي الروسي على جبل الزاوية في ريف إدلب شمال غربي سورية، كما ارتفع عدد القتلى جراء قصف النظام على مدينة إدلب إلى أربعة.