كانت دمشق خلال سنوات الثورة ضد بشّار الأسد متفرّجةً على الريف المنتفض إلى جوارها، مستلبةً بلا صوت يعلو منها، ولا حتى حين كانت أصوات السوريين تختنق على مقربةٍ منها، هي كذلك بعدما احتلّها النظام باكراً، وسيّجها بالحواجز، وأدخل الاحتلال الإيراني إليها.
أحيت الهجمات الروسية على المدن الأوكرانية الحديث عن تكتيك "قتل المدن"، غير أن هذه الاستراتيجية لطالما كانت تُستخدم في الشرق الأوسط، وهو ما يضيء عليه هذا التقرير الذي تنشره "العربي الجديد" بالتزامن مع "أوريان 21".
اعتقلت قوات النظام السوري شخصاً جرى الإفراج عنه مؤخرا، بناء على مرسوم العفو الأخير الصادر عن رئيس النظام، بعد ثلاثة أيام من إطلاق سراحه، فيما قتل معتقل تحت التعذيب في سجن صيدنايا في ظل حديث مستمر عن إفراج النظام عن مجموعات من المعتقلين في عدة محافظات
بعد ثماني سنوات على مجزرة الغوطة في سورية، يبدو مسار العدالة بطيئاً، من أجل الاقتصاص من مرتكبي الجريمة: قوات النظام السوري. وهو ما سمح لروسيا وبشار الأسد بالالتفاف على القضية.
يُسجل يوم 21 أغسطس/آب 2013 واحداً من أكثر التواريخ دموية في مسار الصراع السوري، يومها قرر نظام بشار الأسد استخدام السلاح الكيميائي لقصف المدنيين في غوطتي دمشق، موقعاً آلاف القتلى والمصابين، وذلك تحت أنظار العالم الذي لم يحاسبه حتى اليوم.
شنت قوات النظام السوري، اليوم الجمعة، هجوما على بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية بريف دمشق المشمولة باتفاق "مناطق خفض التوتر"، أسفر الهجوم عن إصابة 12 مدنياً.
وصلت القافلة الرابعة من الجرحى والمرضى ومقاتلي المعارضة، اليوم الإثنين، من مناطق عين ترما وزملكا وعربين، في الغوطة الشرقية، إلى محافظة حماة وسط البلاد.