لقب "قاضي الإعدامات" للقاضي المصري شعبان الشامي لا يصف شخصا، بل منظومة فارغة من العدالة، كارهةً لها، محذّرة منها، ناظرة إليها بوصفها تهديداً لـ"المصلحة الوطنية"
ما أعرفه، ويعرفه ملايين المصريين، أن النظام الحالي، هنا والآن، "مهزوم"، مهزوم أمام جمهوره، مهزوم أمام وعوده، مهزوم أمام ماضيه الملوّث بدماء غير مبرّرة.
الفارق بين "فلان الفلاني" وغيره هو "الوعي" الذي دفعه إلى المخاطرة بحياته من أجل حياة عادلة لآخرين، وتكلف النظام الحالي ملايين الدولارات لإقناع صاحبه بأنه انهزم.
كانت الدولة تضيق ذرعاً بالنقد، تجرّمُه، وتعاقب عليه بالمنع والفصل من العمل والسجن، لكنّها تحتفي بالإبداع، والمسرح، والسينما، والشعر، والرواية، والموسيقى.
كان جمال عبد الناصر يرى أن الاستقلال الوطني هو "القيمة"، وما عداه استعماري بالضرورة. ومن ثمّ، كلّ معارض لمشروعه أو ناقد له من خارج النظام من أعوان الاستعمار.