Skip to main content
أهالي شمال غزة يقتاتون بمرقة العظام
محمد الحجار ــ غزة

تستمرّ معاناة أهالي مدينة غزة وشمال قطاع غزة المحاصر، هم الذين يواجهون الجوع والموت وسوء التغذية والأمراض جراء قلّة توفر الطعام والمياه الصحية. ولم يتغير الحال خلال شهر رمضان، رغم المحاولات البائسة التي تقوم بها الدول وبعض المنظمات لإدخال المساعدات والغذاء والمواد التموينية إلى الشمال عبر الطرقات البرّية والبحرية والجوية.

ورصدت كاميرا "العربي الجديد" حالة الأسواق في شمال غزة، حيث المواد التموينية شحيحة. الخضار التي وصلت إلى الأسواق منذ أيام قليلة لم يرها سكان الشمال منذ أشهر، عدا عن كون أسعارها خيالية بالنسبة إليهم، وليس في مقدروهم شراؤها. 

ويقبل سكان الشمال على شراء مرقة العظام بدلاً من اللحوم التي لا يستطيعون تحمل كلفتها. إذ يصل سعر كيلوغرام لحم البقر إلى 80 دولاراً أميركياً، وأصبح الناس يشترون شوربة العظام ويستخدمونها في الطهي ويأكلونها مع الخبز.

ويعرف عن القطايف أنها حلويات رمضانية. لكن بات الناس يشترونها بديلاً عن الخبز لإسكات جوع أطفالهم، في ظل نُدرة الطحين في الأسواق وارتفاع أسعاره. وتمكن أيضاً مشاهدة بعض أصناف المعلّبات التي تصل إلى الشمال كجزء من المساعدات، ويقوم بعض الأهالي بالاستغناء عنها في مقابل الحصول على المال لشراء مستلزمات أخرى.

ويعاني أهالي الشمال اليأس والإحباط بسبب الجوع ونقص المواد التموينية وصعوبة الحصول على الطعام وعدم توفّر المال لشراء ما يلزمهم من الأسواق، التي أصبحت أسعارها الأغلى في العالم، في ظل حرب الإبادة التي يعيشها الفلسطينيون في الشمال، وتوقف عجلة الاقتصاد وشتى أنواع الحياة في تلك المناطق.

وليد الشريف من سكان معسكر جباليا يقول إنهم بالكاد يتمكنون من توفير الطحين، بالإضافة إلى الزعتر والزيت أحياناً، وصلصة الطماطم، والمرقة: "أحياناً، نتناول الشاي من دون سكر مع الخبز". 

أما أبو أيمن فيقول: "اضطررنا لإعداد مرقة العظام مع الخبز، في ظل عدم توفر اللحوم المجمدة"، مضيفاً أن الأطفال يعانون من الجفاف، ويلفت إلى أن كلفة الطبخة تصل إلى 300 دولار في ظل غلاء الأسعار الكبير. أما نعيم حنون، فيقول إنه يضطر إلى شراء مرقة العظام من أجل الأطفال بدلاً من اللحوم في ظل عدم القدرة على دفع ثمنها.