Skip to main content
"نعمة الأفوكاتو"... دراما بعيدة عن المنطق
ربيع فران ــ بيروت
أحداث المسلسل منفصلة عن الواقع (فيسبوك)

عُرض في النصف الأول من شهر رمضان مسلسل "نعمة الأفوكاتو" للمخرج المصري محمد سامي. طيلة 15 حلقة تابعنا حياة نعمة، وهي محامية تعيش في حي فقير، وابنة محام أيضاً. تتمتع المحامية الشابة بأسلوبها الخاص في التعامل مع زوجها (أحمد زاهر)، الموظف في محل قديم للساعات، الذي تزوجته رغمًا عن والدها. كما نتتبع في المسلسل علاقتها المهنية بصاحب مكتب المحاماة الذي تدرجت عنده، ثم غادرته لاتباع أسلوبها الخاص بممارسة المهنة.

هذا العام أيضاً يحاول المخرج محمد سامي فرض زوجته مي عمر في الأعمال الرمضانية، لكن هذه المرة بدور بطولة أولى، لا دور مساند. يستعيد المخرج المصري في العمل، الذي انتهى عرضه منتصف رمضان، بعضاً من روح مسلسل "جعفر العُمدة" (2023) الذي كتبه وأخرجه للممثل محمد رمضان. لكن هذا العام يعطي البطولة المطلقة لزوجته، التي تُصرّ على تقديم نفسها واحدةً من نجمات رمضان المطلقات.

أحداث المسلسل تخرج عن إطار المنطق بعد الحلقة السابعة، ولو أن الضعف في الحلقات الأولى لجهة خلق فعل وردات فعل بدا غير منتظم: من قصة الحب التي تجمع نعمة بزوجها صلاح ومنحه 8 ملايين دولار من فرط المحبة التي تكنها له، وهو الزوج الفقير الذي حذرها منه محيطها، وصولاً إلى تفاصيل أخرى يكررها المخرج في كل أعماله. وتتمحور أغلب هذه التفاصيل حول خلق مشاهد، تتحول إلى ترند، إما بسبب سوقيتها أو فجاجتها. على سبيل المثال، نشاهد نعمة وهي تخلع حذاءها لقيادة السيارة، من دون وجود أي مبرر درامي لهذه الحركة المتكررة في العمل؟

يتجه المسلسل في نصفه الثاني إلى عالم الأبطال الخارقين، في هيئة محامية هي نعمة التي تقوم من الموت، بعدما حاولت قتلها الزوجة الثانية لصلاح. بل أكثر من ذلك، يحملها زوجها وصديقتها ويدفنانها، لتعود إلى الحياة وهدفها الأول الانتقام من زوجها، وزوجته سارة (أروى جودة) التي شكلت تحولاً في حياة صلاح وجعلته يسرق أموال زوجته.

سينما ودراما
التحديثات الحية

لا يقف الأمر عند حدود الأبطال الخارقين، بل يخلق الكاتبان مهاب طارق ومحمد سامي شخصية فارس الأحلام ياسين الألفي (عماد زيادة)، ابن رجل الأعمال الذي يقع في غرام نعمة بعد أن أنقذته من حكم جنائي كاد ينهي طموحه، وأعادته إلى الحرية.

أسئلة كثيرة ترتسم مع انتهاء عرض "نعمة الأفوكاتو"، مرتبطة بشكل خاص بموهبة مي عمر وأدائها، أو فرضها في أدوار بطولة لا تزال غير قادرة على تأديتها بالشكل المطلوب.