Skip to main content
المعروك... أكلة رمضان التراثية في شمال غربي سورية
عدنان الإمام ــ إدلب

يعتبر المعروك وجبة رئيسية في رمضان عند معظم السوريين، سواء بعد الإفطار أو على مائدة السحور، حيث تنتج الأسواق هذه الأكلة الشعبية بأشكال مختلفة، لكن الأوضاع المعيشية والاقتصادية في سورية باتت تقف عائقاً أمام شراء السوريين للكثير من الأصناف التي كانت رئيسية في شهر رمضان، وباتت تصنف باعتبارها ثانوية أو كمالية يمكن الاستغناء عنها أو التقليل منها.

في شمال غرب سورية، لا يزال سكان المنطقة محافظين على عادة شراء المعروك وتناوله في رمضان رغم غلاء مكوناتها، ويتقاسم الإقبال عليها الغني والفقير على حد سواء، إذ تمتلئ الأسواق برائحته نتيجة خبزه بموادها الخاصة، إلى حدٍّ ارتبط فيه شهر رمضان برائحة المعروك.

تتكون عجينة المعروك من مادة الطحين والزيت النباتي والسمن والسكر والماء، وتعجن وتخلط جيداً، ثم تترك لمدة ساعة أو أكثر حتى تختمر وتصبح جاهزة للاستعمال، وبعد ذلك تفرد على الصاجات وتوزع بحسب الحجم والوزن المطلوب، ويوجد منها عدة أنواع، منها المحشو بالتمر أو الشوكولاتة أو جوز الهند وغيرها، بحسب محمد جبارة أحد المتخصصين بصناعتها في مدينة إدلب.

يكثر شراء هذه الأكلة التي يطلبها الصغير والكبير والغني والفقير في شهر رمضان، فترى المعروك بأشكاله المختلفة مكدساً على العربات المتنقلة التي تعج بها الأسواق والشوارع والحارات، ويتميز باعتها بالنداءات المحببة لجلب الزبائن لهذا المنتج التراثي، وأشهرها: "أكل الملوك يا معروك".

يقول زياد الدرعاوي المهجر قسراً إلى إدلب، إن شراء المعروك ضروري لأنه "مطلوب في رمضان من الصغير والكبير"، لكن "الغلاء الفاحش يمنعنا من شراء الكمية التي كنا نشتريها في السابق، فالدخل لا يتوازى بالمطلق مع قدرتنا على الشراء، فصرنا نشتري كمية قليلة تكفي لأن يفرح بها الأولاد".

يبلغ سعر كيلوغرام المعروك في إدلب ومحيطها، التي يتعامل سكانها بالليرة التركي، قرابة 70 ليرة تركية، فيما يصل سعر بعض الأنواع إلى 250 ليرة للقطعة الواحدة، خاصة إذا كانت محشوة بالجبن أو القشطة مثلاً، في حين لا يتجاوز متوسط دخل العامل اليومي في الشمال الغربي من البلاد، 60 ليرة تركية.

خلال جولة "العربي الجديد" في أسواق إدلب، قال علي الإدلبي: "إذا ما في معروك، ما في رمضان"، مضيفاً: "كانت هذه الأكلة التراثية حاضرة في رمضان خلال نشأتي، وكذلك في زمن أبي وأجدادي". وتابع: "إن لم يكن المعروك موجوداً على السفرة، فلا تشعر بوجود رمضان".