"عهد الأمان": قراءة جديدة في "بايات" تونس
يشير مؤرّخون تونسيون في عددّ من المؤلّفات إلى أن دولة الاستقلال قد سعت إلى طمس تاريخ الأسرة الحُسينية التي حكمت تونس طوال قرنين ونصف، أي حتى الاستقلال بعد أن جرى اعتماد النظام الجمهوري. في هذه الرواية الرسمية، اعتبرت فترة حكم الحسينيين مرحلة سوداء أفضت إلى الاستعمار، غير أن رؤية مضادّة تشير إلى أنهم بذلوا جهودهم من إصلاحات ووضعوا لبنات الحداثة في تونس غير أنها باءت بالفشل لأسباب تتجاوزهم.
في السنوات الأخيرة، ثمّة محاولات عديدة لإعادة الاعتبار إلى تاريخ الحسينيين من إطار جدالات المؤرخين إلى أعمال فنية كالأفلام الوثائقية والروايات، وها هي تتمظهر في معرض بعنوان "عهد الأمان: نهضة أمة" الذي يُختتم مساء اليوم، في "قصر سعيد" في تونس العاصمة.
يقدّم المعرض لوحات (بورتريهات) أعيد ترميمها عن رجالات الدولة الحسينية، إضافة إلى أكسسواراتهم كأزيائهم الرسمية وأسلحتهم الخفيفة وبعض المخطوطات والميداليات، وقد استمر العمل على هذا المشروع ستة أشهر. علماً أن "قصر سعيد" الذي يحتضن المعرض هو نفسه من آثار الحسينيين، وقد تمّت صيانته أيضاً ضمن نفس المشروع الذي ترعاه كل من مؤسسة "رامبورغ" و"معهد التراث" في تونس.