أميركا تمنع قائد منتخب فلسطين لكرة السلة من دخول أراضيها بسبب حرب الإبادة

رام الله
صورة
خليل جاد الله
صحافي رياضي فلسطيني مقيم في رام الله
30 مايو 2025   |  آخر تحديث: 02 يونيو 2025 - 23:22 (توقيت القدس)
تامر حبش قائد منتخب فلسطين لكرة السلة
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مُنع تامر حبش، قائد منتخب فلسطين لكرة السلة، من دخول الولايات المتحدة بسبب منشوراته الداعمة للقضية الفلسطينية، مما أثر على قدرته على دعم والدته بعد عملية جراحية، ويعكس سياسة تكميم الأفواه.

- تأثرت الرياضة الفلسطينية بشكل كبير منذ بدء الحرب، مع استشهاد أكثر من 600 رياضي وتدمير منشآت رياضية، بينما لم تُستجب الدعوات لمعاقبة دولة الاحتلال ومنع رياضييها من البطولات الدولية.

- أظهر لاعبو منتخب فلسطين تضامنهم مع الشعب الفلسطيني من خلال جلسات تصوير، بينما يواصل رياضيو دولة الاحتلال المشاركة في المنافسات الدولية، مما يثير تساؤلات حول العدالة الرياضية.

منعت الولايات المتحدّة الأميركية قائد منتخب فلسطين لكرة السلّة، تامر حبش (32 عاماً)، من دخول أراضيها، بسبب منشوراته المطالبة بوقف حرب الإبادة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، منذ السابع من شهر أكتوبر/ تشرين أول 2023، عبر حساباته المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكد قائد منتخب فلسطين ونادي مركز شباب قلنديا، في حديثه مع "العربي الجديد"، أنه توقف عن ممارسة لعبة كرة السلة منذ اليوم الأول لحرب الإبادة على الشعب الفلسطيني، جزءاً من الآثار التي تركتها على الرياضة الفلسطينية، مضيفاً: "أثرت الحرب على مستوى الرياضة الفلسطينية، ومستوى اللاعب الفلسطيني، وعلى نتائج منتخبنا الوطني لكرة السلة عموماً، خاصّة أن حصيلة الشهداء الرياضيين وصلت إلى أكثر من 600 شهيد، فيما قد تصل الحصيلة العامة للحرب إلى أكثر من 80 ألف شهيد، وهو الأمر الذي يتطلّب إصدار عقوبات مختلفة بحق دولة الاحتلال، وبحق الرياضيين فيها، ومنعهم من المشاركة في البطولات الخارجية، وهو الأمر الذي طالبنا به بوصفنا رياضيين في أولمبياد باريس 2024، ولم يحدث".

وفي ما يتعلق بمعنه من السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية، رغم حصوله على تأشيرة الدخول قبل نحو شهر من الآن، أوضح حبش: "قبل يومين، مُنعت من السفر إلى الولايات المتحدّة الأميركية، من أجل الوقوف إلى جانب والدتي، التي أجرت عملية جراحية. وذلك عندما كنت في مطار إسطنبول تحضيراً لرحلتي إلى سان فرانسيسكو، فعلى مدخل الطائرة فوجئتُ بحديث المسؤولين عن وصول معلومات تُفيد بمنعي من السفر، وركوب الطائرة لأسباب أمنية، أو كما وصفوها تبعاً لمعلومات حساسة ما بيني وبين سياسة الولايات المتحدّة الأميركية، وبناء على ذلك كلّه أُلغيت تأشيرة دخولي إلى الولايات المتحدّة الأميركية". 

وأضاف محترف نادي الوحدات الأردني سابقاً، في حديثه مع "العربي الجديد"، أن "أسباب المنع بالنسبة لي واضحة، وتتعلق بالرقابة على صفحات التواصل الاجتماعي لأي شخصي يتحدث عن فلسطين، أو عن حرب الإبادة على قطاع غزة. فكثير من البلدان تعتمد هذه السياسات، وتمنع أي شخص من دخول أراضيها، إذا كان يتحدث عن فلسطين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا الأمر هو جزء من سياسة تكميم الأفواه، وحجب الضوء عن قضيتنا، مع أن كثيراً من هذه البلدان تتغنى بالحريات وحقوق الإنسان، لكن عندما يتعلق الموضوع بفلسطين تقوم بإلغاء قوانينها، وسياساتها المتبعة".
وأكد حبش أن منعه من السفر يُصنّف ضمن الانتهاكات الإسرائيلية، أو انتهاكات الدول الصديقة لدولة الاحتلال بحقّ الفلسطينيين، مضيفاً: "منعي من السفر لكي أكون بجانب والدتي، هو ضمن الانتهاكات، التي تستهدف الرياضيين تحديداً، لكنني أعتقد أن دوري بصفتي لاعباً يمثّل منتخب فلسطين هو نقل صورة الفلسطينيين، وحرب الإبادة في قطاع غزة لجميع أنحاء العالم". 

وشارك قائد منتخب فلسطين لكرة السلة منشورات عدة خلال حرب الإبادة، تؤكّد تضامنه مع قضايا شعبه، لا سيّما في قطاع غزة، إذ كان جزءاً من جلسة التصوير، التي شاركها الاتحاد الفلسطيني لكرة السلة على مواقع التواصل الاجتماعي، قبيل خوض مباريات تصفيات بطولة كأس آسيا لكرة السلة 2025، وأظهرت لاعبي "الفدائي" معصوبي الأعين، أو مكبلي الأيدي، جزءاً من محاكاة حال "الأهل" في قطاع غزة، وفي مناطق مختلفة من الضفة الغربية، حيث يتعرضون لانتهاكات مستمرة دون توقف. 

ومن جانبه قتل الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 585 رياضياً في فلسطين، ودمرّ أكثر من 286 منشأة رياضيّة، دون أن يؤثر ذلك على مشاركة لاعبيه في المنافسات الرياضية المختلفة، رغم الدعوات الرسمية والشعبية المستمرة لمعاقبتهم أو طردهم من المؤسّسات الرياضية، خاصة بعد الكشف عن مستندات أوضحت انتماء كل لاعبي الفرق، والمنتخبات الرياضيّة في دولة الاحتلال للمؤسّسة الأمنية أو العسكرية، ومشاركتهم المباشرة، أو غير المباشرة في حرب الإبادة المستمرة على الفلسطينيين، وأبرزهم لاعبة التايكونداو، أفيشاج سامبيرج، التي مثّلت دولة الاحتلال في أولمبياد باريس 2024، على الرغم من كونها "مُجندة" في الجيش، وسبق لها الحصول على تكريم من رئيس أركان جيش الاحتلال، لفوزِها بميدالية برونزية في أولمبياد طوكيو 2020.

المساهمون